بقلم - فاروق جويدة
كما يحدث فى السياسة حين تسقط الدول الكبرى وتحل محلها دول أخرى أقل تأثيراً ونفوذاً وكما يحدث فى دنيا الاقتصاد حين تنهار دول وتفلس بينما تنطلق دول أخرى نحو آفاق من التقدم .. يبدو أن الدور قد جاء على كرة القدم والدول التى تصدرت قوائم الفوز فى العالم إن دولة مثل ايطاليا بكل تاريخها الكروى لم تشارك فى كأس العالم هذا العام فى روسيا بينما انهارت دولة مثل ألمانيا حاملة اللقب أمام المكسيك واستطاعت سويسرا أن توقف حشود البرازيل بكل تاريخها ومستوى وقدرات لاعبيها أما الأرجنتين فقد وقفت حائرة أمام أيسلندا فى مفاجأة من العيار الثقيل وكان الاكتساح الأكبر بين أسبانيا والبرتغال والثلاثية الذهبية التى سجلها رونالدو بينما فشل ميسى فى تسجيل ضربة الجزاء لصالح الأرجنتين وتعود رواسب التاريخ السياسى القديم تطل مرة أخرى.. إن موقف ألمانيا والبرازيل والأرجنتين والبرتغال حتى الآن وكلها دول صاحبة تاريخ طويل مع كأس العالم تحمل مؤشرات أخرى.. هناك دول أخرى لم تكن صاحبة نفوذ فى تاريخ كرة القدم مثل المكسيك وكرواتيا وسويسرا وقد تظهر دول اخرى تهدد أصحاب العروش القديمة.. لقد تحولت كرة القدم إلى تجارة دولية واستثمارات ضخمة وهناك مليارات الدولارات التى تنفقها الأندية والدول فى شراء وبيع اللاعبين وإنشاء المؤسسات كل هذا يشجع على ظهور مناطق نفوذ جديدة فى دنيا الملاعب وقد تظهر فى مونديال روسيا هذا العام مفاجآت جديدة أن يكون دور الـ 16 بلا ألمانيا والبرازيل والأرجنتين الثلاثى الخطير وأن يكون النهائى بين دول صغيرة مثل المكسيك وكرواتيا.. كل ما نتمناه من هذه الأجواء الجديدة فى روسيا أن يكون الفريق المصرى فى مقدمة الفرق لأنه اثبت بالفعل فى مباراته الأولى مع أورجواى أنه يستحق أن يكون فى صدارة الفرق وأنه قادر على تحقيق نتائج طيبة أمام الفرق الكبرى .. كانت مباراة مصر وأرجواى ملحمة فى الأداء والتفوق والرجولة ولو أكمل فريقنا المباريات القادمة فسوف يكون له شأن أخر ومكانة مع الفرق المتقدمة فى ظل حسابات جديدة لمراكز النفوذ فى عالم كرة القدم والمنافسات بين الدول التى كانت كبرى.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع