بقلم - فاروق جويدة
أمام الحكومة عدة قضايا محورية يجب أن تضع لها أولوية خاصة كما حددها رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى، أولى هذه القضايا هى التعليم ولا يوجد مسئول فى مصر إلا ويدرك مدى أهمية التعليم بعد أن تراجع مستواه فى كل المراحل وأصبح عبئا ثقيلا على الحاضر والمستقبل..لقد وضعت الدولة برامج كثيرة لإصلاح التعليم ولكن المشكلة أن كل مسئول تولى مسئولية التعليم وضع برامج لم تنفذ فقد رحل عن منصبه ربما قبل أن يبدأ وكانت النتيجة عشرات من برامج الإصلاح التى بقيت فى المكاتب..إن الأزمة الحقيقية فى إصلاح أحوال التعليم أن كل مسئول كان يلغى كل ما جاء قبله وكانت النتيجة بقاء الحال دون تطوير أو إصلاح أو دراسة..على الجانب الآخر تضع الحكومة الجديدة أولوية خاصة لصحة المواطن المصرى، لا شك أن هناك تحسنا ملحوظا فى مواجهة جوانب كثيرة من هذه القضية ومنها فيروس سى وتحسين مستوى الخدمة فى المستشفيات الحكومية ولكن بقيت صحة المواطن المصرى تمثل عبئا كبيرا أمام نقص الإمكانات وحجم الموارد والميزانية المخصصة لمواجهة القصور فى هذا المجال الخطير..مازالت حتى الآن صحة المصريين تواجه مخاطر كثيرة والسبب فى ذلك قصور الإمكانات المالية وتراجع مستوى الخدمات..تبقى بعد ذلك قضية أخطر وهى البطالة فى الشارع المصرى والتى وصلت إلى أرقام كبيرة تتمثل فى الملايين الذين ينتشرون فى الشوارع بلا عمل أو إنتاج وللأسف الشديد إن هناك آثار جانبية كثيرة للبطالة فهى ليست مجرد شباب عاطل ولكنها تمتد إلى مجالات أخرى ومنها انتشار الجريمة فى الشارع المصرى وانتشار المخدرات والزحام والتكدس فى الأماكن العامة وكلها ظواهر وتوابع للملايين الذين لا يعملون..إن كل شاب بلا عمل يعتبر لغما صامتا فى كل بيت وقبل هذا هو يحرم الدولة من مصدر إنتاج وعمل وإنجاز..يبقى التعليم قضية مصر الأولى لأنه طريقنا للمستقبل وتبقى الصحة من أهم الحصون التى تبنى عليها قدرات الشعوب وإمكانات البشر لأن المجتمع الجاهل يمثل أرضا خصبة لغياب الوعى والفوضى والارتجال..والمجتمع المريض يخسر أهم مقومات البناء السليم للإنسان أما البطالة فهى اكبر الخسائر التى تتحملها الشعوب فى مراحل البناء والتنمية..ثلاثية تقوم عليها أحلام الشعوب فى التقدم .
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع