بقلم : فاروق جويدة
تصدمنى رسائل كثيرة من شباب يعانون من الإحباط وقلة الحيلة أمام قيادات إدارية شاخت وترهلت ومازالت حتى الآن تمسك بعصب الدولة المصرية ما بين مستشارين ورئاسات إدارية وكأنهم ورثوا الدولة المصرية منذ عهد المماليك..الإدارة فى مصر هى أزمة الأزمات وحين تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أسابيع عن ضرورة إصلاح العنصر البشرى فى إدارة شئون مصر فقد وضع يده على أخطر أسباب التخلف والتراجع فى الجهاز الإدارى للدولة.. وهناك حالة انفصام بين العاملين ما بين عقليات خارج الزمن وشباب من حقه أن يستخدم أدوات العصر التى يجيدها والشىء المؤسف أن كل مسئول يخرج على المعاش تاركا منصبه لابد أن يترك إحدى العاهات وريثا له، وقد انتشرت هذه الظاهرة بحيث أصبح من الصعب أن تجد فرصة أمام شاب متفوق ليست له واسطة..فى كل مواقع الدولة الحساسة والهامة لا تجد غير أبناء المسئولين السابقين، وفى كل مواقع العمل المميزة يرث الأبناء أعمال أبائهم وكانت النتيجة أن كل شىء فى مصر الآن يورث، ولكى تعرف الحقيقة حاول أن تقرأ نشرات النعى والمشاطرات فى الصحف المصرية لكى تكتشف أن أمام كل اسم كبير سلسلة من الورثة فى نفس المكان الذى يعمل فيه المرحوم ما بين الأبناء والأحفاد وبقية أفراد الأسرة وفى أحيان كثيرة يسأل الإنسان نفسه وما هو نصيب النابغين والمميزين من أبناء هذا الوطن وما هو مصيرهم.. منذ سنوات القى شاب متفوق نفسه فى النيل تاركا رسالة انه نجح فى كل امتحانات جهة مهمة وكان مميزا عن كل زملائه وحين أعلنت النتيجة كتبوا أمام اسمه غير لائق اجتماعيا.. واختار نهايته بين أحضان النيل.. هذه الصورة مازلت بيننا، حيث توزع الفرص والمناصب والأعمال المميزة على مجموعة من البشر الذين ورثوا الأرض وما عليها.. حين كان الرئيس السيسى يتحدث عن ضرورة الاهتمام بالعنصر البشرى فإن أهم ما نواجه به هذه الأزمة أن يحصل كل إنسان على فرصته حسب قدراته ومميزاته وليس بالنسب أو العائلة أو بالوالد المسئول الكبير.. إذا كانت الرقابة الإدارية تطارد الفساد المالى فى مصر فإن عليها أن تقتلع جذور الفساد الإدارى والتوريث أسوأ ما فيه.
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع