فاروق جويدة
المال عز وجاه وقوة ولكنه مثل كل الأشياء إذا كان حلالا تراه كالماء النقى الجميل وإذا كان حراما تراه مستنقعا ملوثا تفوح روائحه فى كل مكان..والمال الحلال نعمة والمال الحرام نقمة وتستطيع أن تعرف الإنسان اللص من روائحه انه يرتدى أفخم الثياب وأغلى أنواع البدل والكرافتات والعطور ولكنك تشم روائحه الكريهة على الشاشات وفى التليفونات وتستطيع ان تحدد مكانه فى اى ارض تحتويه..ان للانقياء روائح طيبة وللصوص أيضا علامات يعرفها الناس..والمال الحرام يحمل بذور نهايته حتى ولو تجمع فى خزائن الأرض وأرصدة البنوك انه يهبط على صاحبه ذات مساء حين لا يجد أحدا يحميه من مرض أو كارثة..ولو أننا رصدنا نهايات اللصوص الذين نهبوا أموال شعوبهم سوف نسمع كوارث كثيرة وحكايات وقصصا لأن الحرام يلوث كل شىء حوله بينما يشع المال الحلال نوراً وعدلا وفضيلة فى أحيان كثيرة حين ينقض الإنسان على صفقة فاسدة يشعر بالسعادة والأموال تهبط عليه من كل مكان والملايين تنساب بين ايدى أبنائه انه فى غمرة سعادته بما جمع لا يدرى ان هناك سموما تجرى فى دم أطفال صغار سوف يتركهم وحدهم فى الحياة وهو لا يدرى انه زرع سموما فى أبدانهم..ان دعوات المظلومين الذين ينامون فى المقابر وصرخات الجوعى تحت أعمدة الكبارى المظلمة وآلاف المرضى الذين ينامون أمام طرقات المستشفيات سوف تكون شاهد عدل ضد كل من ظلم وأخذ من ايدى الناس ما لا يستحق ليت كل إنسان جلس على تلال من المال بغير حق ان يراجع دفاتره قبل فوات الأوان وان يعيد للمحرومين حقوقهم ويخرج السموم من أجساد أبنائه حتى لا يرث الصغار لعنات تطارد الآباء والأبناء كل العمر"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله"فى بعض الأحيان يستفحل الظلم ويتصور الظالم ان الحساب بعيد ثم يكتشف انه قريب جدا..من واجب الإنسان ان يراجع نفسه وسوف يعرف متى تسربت فى يديه حقوق الآخرين إذا أخذت القوانين أجازة وعجز السلطان ان يعيد للناس حقوقهم الضائعة فإن عدالة السماء لن تغيب.