توقيت القاهرة المحلي 10:17:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابحث عن الأمية

  مصر اليوم -

ابحث عن الأمية

بقلم - فاروق جويدة

تناولت كل دساتير مصر قضية محو الأمية منذ دستور 1923 وحتى دستور 2014 وآخر الأحاديث عنها ما حدث أخيرا فى مجلس الشعب فقد ثبت بالحقائق أن هذه القضية لم تأخذ فى يوم من الأيام الاهتمام اللازم وبقيت فى دائرة التهميش ما بين أجهزة لا تعمل ومؤسسات لم تأخذ الأمر بجدية وحكومات استراحت لأنها تحكم شعبا لا يقرأ ولا يكتب..لا اعتقد أن الدولة المصرية فى يوم من الأيام كانت حريصة على القضاء على أمية المصريين، فلا هى تريد ذلك سياسيا ولا تريده علما وثقافة ولا تبحث عنه سلوكا وعملا، ولهذا بقيت مصر من أعلى نسب الأمية فى العالم.. هناك دول كثيرة تخلصت من هذا العار، بل إن دولا أوروبية احتفلت بوفاة آخر امى فيها منذ سنوات وهناك دول عربية منها تونس هبطت فيها نسبة الأمية إلى أقل من 10 % بينما بقيت فى مصر فى أقل التقديرات 30%.. لقد ساهمت الكتاتيب فى يوم من الأيام فى مواجهة هذه الظاهرة المخجلة، والغريب الآن أن يطالب البعض باستخدام الايباد والمحمول بينما المواطن لا يستطيع أن يكتب رسالة أو يقرأ خبرا.. لقد طافت هذه القضية على أكثر من وزارة وأنشأت الحكومات لها مؤسسات خاصة وحصلت على أموال لا تقدر وشارك التليفزيون يوما فى برامج لمحو الأمية، والغريب أن كل هذه التجارب لم تصل إلى نتائج وبقيت مأساة الأمية قضية مجتمع يسعى للانطلاق والبناء وهو مقيد بالجهل والتخلف.. إن معظم الأزمات التى يعيشها المصريون بسبب الأمية.. إذا راجعت دفاتر الصحة والإهمال وانتشار الفيروسات والأمراض فإن للأمية دورا فى ذلك.. وإذا بحثت عن المخدرات التى تهدد ملايين الشباب بل والأطفال فهى الأمية وإذا اقتربت من الخرافات والعفاريت التى شوهت عقول الناس وأحرقت بيوتهم فهى الأمية، وإذا تحدثت عن السياسة والأحزاب والانتخابات وفساد المحليات وفشل التجارب السياسية فهى بسبب الأمية.. إن القضاء على الأمية يحل مشاكل وأزمات كثيرة ابتداء بصحة المواطن وتعليمه وانتهاء بحقوقه السياسية التى لا يعرف عنها شيئا ولن يعرف مادام لا يقرأ ولا يكتب.. ابحث عن الأمية فى هموم المصريين.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابحث عن الأمية ابحث عن الأمية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon