بقلم - فاروق جويدة
أمام مؤتمر الشباب العالمي السادس الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جامعة القاهرة وشارك فيه أكثر من ٣٠٠٠ شاب قضيتان على درجة كبيرة من الأهمية هما قضية التعليم وقضية الصحة ومنذ سنوات ونحن نتحدث عن قضية التعليم وكانت كل حكومة تطرح أفكارها ثم يتوقف كل شىء حتى وصلت حالة التعليم إلى ما هى عليه وهى بكل تأكيد من أكبر المشاكل فى مصر.. اختلط التعليم بالاستثمار بالأموال ودخل فيه كل من هب ودب ولهذا ينبغى أن نتوقف ونحن نناقش القضية عند العلاقة بين التعليم والاستثمار بعد أن أصبح مصدرا للثراء ودخلت فيه عوامل كثيرة، نحن أمام تعليم مختلط فهناك أنواع متعددة من المدارس وهناك جامعات من كل لون: إنجليزي وفرنساوي وألماني وروسي وياباني وكل جامعة تفرض ثقافتها ولغتها وأفكارها .. لقد تحدث الرئيس عن الهوية وهى التى تتشكل فى الأسرة والمدرسة والإعلام.. والأسرة المصرية الآن لا يتحدث أبناؤها اللغة العربية ولا يعرفون شيئا عن تاريخ مصر وقبل هذا كله فإن التعليم أصبح استثمارا ولم يعد مسئولية .. إن مصاريف المدارس الخاصة والأجنبية لا تخضع لأي لون من ألوان الرقابة لا فى مصروفاتها أو مناهجها أو الإشراف عليها هناك مدارس أجنبية لا تعلم اللغة العربية إطلاقا .. وقد كان غريبا أن يبدأ حفل افتتاح المؤتمر بفيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة ورموزها باللغة العامية وهو يحكى عن تاريخ هذه الجامعة العريقة.. إن مسئولية الأسرة غابت تماما فى قضية التعليم وكل المطلوب منها أن توفر المصروفات والدروس الخصوصية وما إذا كانت تدفع بالدولار أو الجنيه المصري.. إن قضية التعليم المختلط هى أخطر ما حدث فى مصر حين انقسم المجتمع على نفسه بين أبناء المدارس الأجنبية وأبناء مدارس العشوائيات ووجدنا أنفسنا أمام أجيال لا يوجد أي رابط بينها من الانتماء والهوية.. إن الهوية يصنعها تاريخ وتشكلها لغة وتحميها عقائد سماوية أما فتح الأبواب بلا هدف أو غاية فهو يخلق أجيالا مشوهة لا تعرف جذورها ولا تحفظ شيئا من ثوابتها.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع