بقلم - فاروق جويدة
فى الشهور الأخيرة شهدت مصر وقفات نبيلة مع عدد من رموزنا الذين أطاحت بهم سحابات النسيان فى فترات مختلفة من تاريخنا .. كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أعاد لبعض هذه الرموز حقوقها التاريخية بعد سنوات من الجحود والنكران.. كان فى مقدمة هذه الرموز اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد ثورة يوليو والرجل الذى خاطر بكل تاريخه العسكرى وأنضم للضباط الأحرار وهو أكبرهم سنا وأعلاهم رتبة.. ولم تشفع له أمام صراعات السياسة كل هذه الأشياء وتم عزله من منصبه ليقضى فترة طويلة شبه سجين فى إحدى الفيلات القديمة فى منطقة المرج.. كان افتتاح قاعدة محمد نجيب فى الساحل الشمالى إنصافا لتاريخ الرجل وعاد أسمه يطل من جديد فى سجلات العسكرية المصرية..كان الإنصاف الثاني لأحد قادة ثورة يوليو وهو يوسف صديق وكان شاعرا وصاحب فكر مستنير ورغم أنه كان من أهم أسباب نجاح الثورة إلا أنه اختلف مع رفاق السلاح وعانى كثيراً فى سنوات الغربة وظل متنقلا بين سحابات النسيان وجاء الرئيس السيسى لكى يعيد له مكانته فى تاريخ الثورة كأحد رموزها وقادتها.. كان السيد خالد محى الدين قد رحل منذ فترة قصيرة وأقيمت له جنازة عسكرية وتم تكريمه كأحد فرسان ثورة يوليو وأن اختلف معها من البداية وجاءت تحية الرئيس للأميرة فاطمة إسماعيل أبنة الخديوى إسماعيل والتى تبرعت بمجوهراتها وباعتها فى مزاد علنى لكى تقيم جامعة القاهرة كنا فى كلية الآداب جامعة القاهرة نسمى الكلية باسم الأميرة فاطمة ومازالت هناك لوحة باسمها فى مدخل الكلية ولقد تلقيت رسائل كثيرة تطالب بعودة أسم الأميرة فاطمة على كلية الآداب بجامعة القاهرة عرفانا بالجميل وإنصافا لمن قدمت مجوهراتها لتبنى للمصريين جامعة..
أيام مع الوفاء لعدد من الشخصيات التى ظلمها التاريخ ورأى الرئيس عبد الفتاح السيسى إنها فرصة لإعادة الحقوق لأصحابها خاصة أنهم لعبوا دوراً كبيراً فى نهضة هذا الشعب والدفاع عن أرضه وكرامته.. ما أكثر الرموز التى تحتاج لشئ من الإنصاف فى كل مجالات العمل فى مصر والوفاء شئ جميل حتى لو جاء الإنصاف متأخرا..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع