بقلم-فاروق جويدة
لأول مرة جاءت زيارة رئيس وزراء إثيوبيا د.أبى أحمد ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تحمل قدرا من الثقة لم يتوافر من قبل رغم المفاوضات التى طالت والمباحثات التى تمت فى أكثر من مكان حول سد النهضة وضرورة الاتفاق بين إثيوبيا ودولتى المصب مصر والسودان. فى المباحثات الأخيرة بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا هناك موقف إثيوبى جديد تماما يتحدث عن ضرورة التنسيق بين البلدين وأن مياه النيل حق للجميع وأن إثيوبيا تضمن وصول حصة مصر من المياه بل إنها ستعمل على زيادتها وأن الشعب الإثيوبى يقدر مسئوليات حُسن الجوار والتعاون والعلاقات الطيبة، هناك صيغة جديدة وأسلوب جديد وطرح مختلف جاء به رئيس وزراء إثيوبيا حتى انه أقسم بالله ألا يحدث أى ضرر للشعب المصرى بسبب مياه النيل .. كان الرئيس السيسى حريصا أن يؤكد على تاريخ العلاقات الطيبة بين مصر وإثيوبيا وأن مصر حريصة على التعاون فى كل المجالات بين البلدين وسوف يقام صندوق للاستثمار يضم مصر والسودان وإثيوبيا.. لأول مرة تبدو هناك روح جديدة فى المفاوضات بين البلدين حول قضية شائكة اخذت وقتا طويلا ما بين الوعود والتأجيل والتسويف ولكن المفاوضات الأخيرة أعطت شكلا آخر حتى وإن كانت فيها بعض المجاملات الدبلوماسية إلا أن هذه الروح لو كانت بدأت منذ سنوات لكانت الأمور قد وصلت إلى نتائج أفضل .. لقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يراهن دائما على أن قضية سد النهضة لابد أن تعالج بقدر من الحكمة عن طريق المفاوضات الجادة وربما تعثرت هذه المفاوضات بعض الوقت إلا أن الواضح أنها عادت إلى مسارها الصحيح.. إن الروح التى جاء بها رئيس وزراء إثيوبيا والصورة التى تحمل الكثير من التفاؤل ربما تفتح الطريق إلى آفاق من التعاون تتجاوز حدود أزمة سد النهضة وما ترتب عليها من سلبيات فى السنوات الماضية.. لا شك أن الزيارة كانت ناجحة وإن آفاق التفاهم بين البلدين حملت الكثير من الرغبة فى التعاون على أسس من المودة وحُسن الجوار كما أكد رئيس وزراء إثيوبيا
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع