بقلم - فاروق جويدة
هناك تغيرات أخلاقية شديدة القسوة والعنف أصابت الشارع المصرى .. حين تشاهد مصر الأخلاق والترفع والفضيلة فى أزمنة مضت على شاشات التليفزيون وفى أفلام السينما وفى كلمات الأغانى وحوار الناس وسلوكيات الأسرة وتشاهد ما يحدث اليوم لابد أن تطرح ألف سؤال ماذا أصاب المصريين .. هل هى لعنة المال التى جعلت الإنسان أقل رحمة وأكثر شراسة ..
إن المال ضرورة من ضرورات الحياة ولكن ليس من العدل أن يكون وسيلة لأن يأكل الناس بعضهم بعضا وأن يبحث كل واحد عن وسيلة للنصب والنهب والتحايل إن مشكلة المصريين أن المال أعماهم عن صفات وسلوكيات حميدة بينهم .. لماذا كل هذه القسوة وهذا العنف فى الشارع المصرى هناك أنواع جديدة من الجرائم إن قتل الأزواج وتقطيع الأجساد أصبح سلوكا عاديا والاعتداء على البيوت بل أن جرائم التحرش أصبحت سلوكا عاديا يوميا ..
حين يفقد الإنسان الرحمة تسقط منظومة الأخلاق كلها لأن الرحمة هى الميزان الذى تقوم عليه أخلاق البشر .. إن غياب الرحمة وراء كل الكوارث ابتداء بأسعار كل شئ لأن الناس لا ترحم بعضها وانتهاء بقضايا الاغتصاب والتحرش والعدوان على حرية البيوت .. هناك من يرى أن الفقر يقف وراء سوء السلوك ولكننا كثيرا ما رأينا الفقراء أكثر ترفعا وشهامة ونبلا من أصحاب الملايين ..
هل هى المخدرات التى غيرت بل خربت عقول الناس وكانت وراء جرائم القتل والاغتصاب والتحرش بل جعلت الابن يقتل أباه والزوجة تقتل زوجها .. هناك خلل فى منظومة الأخلاق فى حياة المصريين خاصة إننا أمام شعب له تاريخ حضارى وسلوكى وضعه فى مكانة خاصة ..
من يصدق أن القاهرة كانت أجمل مدن العالم وأكثرها نظافة ولدينا عشرات الحكومات التى لم تستطع أن تتخلص من كارثة القمامة .. إن قمامة العقول أسوأ كثيرا من قمامة الشوارع .. قبل إنشاء المدن والطرق ومشروعات المجارى والحياة لابد أن نصلح أخلاق الناس لأن سوء الأخلاق يجعل من أجمل المدن خرائب..
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع