بقلم : فاروق جويدة
عندى طقوس فى حياتى تحتل مكانة خاصة فى شهر رمضان رغم سنوات العمر وتغير الأحوال.. أول هذه الطقوس صوت الشيخ محمد رفعت وهو يقرأ القرآن الكريم وأحب كثيرا صوته وهو يعانق السماء فى صورة يوسف وآل عمران والشيخ رفعت حالة قرآنية لم تتكرر فى تاريخ القراءات فلم يكن صوتا أرضيا بل كان صوتا سماويا انطلق فى سماء الكون وحلق بملايين البشر فى أرقى مراتب الإيمان..وفى رمضان أحب التواشيح بصوت الشيخ النقشبندى وهو ظاهرة صوتية لم يصل إليها احد قبل الآن..وفى لحن بليغ حمدى للشيخ النقشبندى مولاى يا مولاى نقلات صوتية غاية فى التفرد وقد جاء هذا الموشح فى رغبة من الرئيس الراحل انور السادات أن يتعاون بليغ حمدى مع الشيخ النقشبندى فى هذه النفحة الإلهية الرائعة..حين ينطلق صوت الشيخ النقشبندى مولاى يا مولاى تشعر أن ضوءا من السماء يغمر الأرض ويضىء كل شىء فيها فالرجل يؤدى الكلام مع اللحن بصوت شجى فيه الإيمان والصفاء والخشوع.فى رمضان كنت أحب بعض الأعمال الفنية التى عاشت فى ضمير الناس من المسلسلات الدينية التاريخية ومنها الإعمال سورية الإنتاج بديعة فى حوارها وشخصياتها وإخراجها.وفى رمضان هبطت على رءوسنا تلك الأسماء الغريبة التى لا علاقة لها بالفكر أو الدين ولكنها سلكت طرق النصب والتحايل بدعم من فضائيات مغرضة لها أهداف مسمومة. أما طعام الشهر الكريم قبل أن نعرف التيك واى والوجبات الجاهزة والحلويات المسرطنة والبطيخ الملوث والفاكهة المضروبة كانت الكنافة المصرية الجميلة حتى لو خلت من المكسرات والفستق واللوز وعين الجمل لأن عين الجمل فقدت البصر والبصيرة أمام جنون الأسعار ولم يعد من السهل أن يحمل الرجل بين يديه أكثر من ربع كيلو زبيب وربع كيلو بلح وهذا هو الياميش الآن الذى اختفى أمام ظروف قاهرة مع جشع التجار وغياب الرقابة وفوضى الأسعار..الآن يكفى أن تسمع صوت الأذان وقرآن المغرب والإفطار بصوت الشيخ رفعت مع مدفع القلعة القديم فى القناة الأولى وبعدها مولاى يا مولاى للشيخ النقشبندى اشياء بقيت ولن تموت.. رمضان كريم كل سنة وأنت طيب.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع