بقلم - فاروق جويدة
كنت أشاهد سلسلة الطرق التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى ولم تترك محافظة فى مصر إلا وامتدت إليها..وكنت أتساءل كيف تم شق هذه الطرق فى هذه الفترة الزمنية القصيرة وكان السؤال الأهم إذا كان الإنجاز ممكنا فلماذا تأخرت بنا الحياة كل هذا العمر..قليلا ما كنت تجد فى مصر طريقا صالحا حتى للسير عليه بالأقدام وكثيرا ما كانت الحفر والمطبات اقرب الوسائل للحوادث الدامية وكثيرا ما كانت الكبارى تسقط يوم افتتاحها..إن الطرق الجديدة التى تم افتتاحها تعكس أسلوبا جديدا فى معالجة الأزمات كنا نسافر إلى بلاد العالم شرقا وغربا ونشاهد الطرق التى تتسع لآلاف السيارات وتربط بين المدن وحتى القرى ولم يكن ذلك قاصرا على دول أوروبا أو أمريكا ولكن هناك دول عربية تفوقت خدمات الطرق فيها عن الدول المتقدمة..من أراد أن يقارن فى مصر بين الطرق الجديدة وما كانت عليه الطرق القديمة سوف يشعر بالحزن والإحباط لان الطرق القديمة تحتاج الآن إلى معجزات لإنقاذها ويكفى أن السيول والأمطار كانت تهدم هذه الطرق وتدمر كل شىء فيها.. لقد أشار الرئيس السيسى إلى مشكلة قديمة ساءت حالتها الآن أكثر وهى المطبات وكم تسببت فى آلاف من حوادث المرور التى سقط فيها الضحايا كما كانت سببا فى تدمير السيارات وإخراجها من الخدمة..إن المهم الآن أن نحافظ على هذه الثروة من الطرق الجديدة وأن توفر لها الحكومة كل أسباب الصيانة خاصة أن هناك رسوماً تحصلها من اجل ذلك.. إن هذه الرسوم لابد أن تتجه إلى مكانها الصحيح وهو المحافظة على هذه الطرق ولا ينبغى أن تتجه إلى أغراض أخرى أقلها ثمنا شراء سيارات جديدة للسادة المسئولين.. إن ما حدث فى شبكة الطرق فى مصر يفتح أبوابا كثيرة من أجل خدمات توفر مناخا اقتصاديا يشجع على الاستثمار الحقيقى.. هناك أشياء يجب أن تراعى فى خدمة هذه الطرق وهى الإضاءة وتوفير الحماية خاصة حوادث المرور..إن الطرق تشجع على سرعة القيادة ونحن نعانى من ضحايا المرور كما أن إضاءة هذه الطرق هو من أهم ضمانات السلامة.. إذا كان الانجاز ممكنا فلماذا كان التقصير والإهمال.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع