بقلم : فاروق جويدة
امرأة فلسطينية لم تترك القدس وطنها جلست تشاهد الحفل الكبير أمام السفارة الأمريكية آلاف المدعوين ينتشرون فى ساحة المبنى بينما الوفود من 33 دولة يهنئون عصابة تل أبيب بهذا الانتصار الساحق.. وضعت السيدة فى بيتها الملاصق للسفارة مكبرات الصوت وحين بدأ الحفل فى جنبات السفارة أطلقت آيات القرآن الكريم تزلزل المكان وترتفع فوق جبال القدس وحواريها وشوارعها بينما كانت حشود الشباب تنطلق أمام القصف العشوائى ويتساقط الشهداء بالعشرات والجرحى بالآلاف ويتحول الحفل الصاخب فى مبنى السفارة إلى أشباح غامضة بينما آيات القرآن الكريم تستعيد عبق أمجاد طافت فى هذا المكان وصهيل خيول كانت يوما دعوة للحق واستطاعت أن تسترد أوطانا ضاعت وأمجادا عصفت بها جيوش القهر والطغيان .. هذه السيدة الفلسطينية التى أطلقت القرآن الكريم تقصف به العدوان عن القدس سبقتها أمهات كثيرات قدمن آلاف الشهداء وكل واحدة كانت تنذر ابنها للنضال من اجل استعادة الأرض وحماية التاريخ.. كانت المرأة الفلسطينية فى مقدمة صفوف المقاومة فى كل الاماكن فى غزة وعكا وحيفا ورام الله والقدس وسوف يخرج من تراب هذه الأرض كل يوم فرسان جدد.. سمعت يوما امرأة فلسطينية تتحدث عن أبنائها الشهداء وتقول لو كنت استطيع أن ألد مقاتلا كل يوم لقدمت آلاف الشهداء.. إن الشعب الفلسطينى لن ينسى وطنه ولن يفرط فى أرضه حتى لو تجمعت عليه كل قوى البغى والطغيان وإذا كان الرئيس الأمريكى قدم لإسرائيل القدس هدية فهو رجل لم يقرأ التاريخ إن فلسطين هى آخر احتلال على هذه الأرض وكل قلاع الاحتلال سقطت وتلاشت أمام إرادة الشعوب والتاريخ شاهد على ذلك لقد خرجت فرنسا من الجزائر بعد سنوات طالت من الاحتلال وقدم الشعب الجزائرى مليون شهيد واسترد أرضه وحرر وطنه.. وسوف يجئ يوم ينطلق فيه الشعب الفلسطينى ليحرر القدس ويستعيد ترابها.. إن هدية ترامب لإسرائيل لن تكون آخر فصول الرواية.. لأن القادم أسوأ فمازال على تراب القدس شعب يقاوم ومازالت هناك أمة رغم سجون القهر تقاتل من أجل حريتها..
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع