بقلم - فاروق جويدة
لم ينسى الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يوجه التحية وهو فى رحاب جامعة القاهرة إلى الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوى إسماعيل التى باعت مجوهراتها فى مزاد علنى من اجل بناء جامعة القاهرة اعرق الجامعات فى العالم العربى.. أن تحية الرئيس لهذه الأميرة كانت استدعاء لتاريخ قديم حين كان أثرياء مصر يقيمون المشروعات ويقدمون الخدمات للشعب فى صورة مدارس ومستشفيات و جامعات وكانت الأميرة فاطمة من الشخصيات التاريخية التى مهدت لهذه الروح التى لم تقتصر على الأسرة العلوية الحاكمة.. لقد عرضت الأميرة مجوهراتها ووصل المزاد إلى 70 ألف جنيه وكان رقما كبيرا فى ذلك الوقت ثم تبرعت بمساحة كبيرة من الأراضى التى أقيمت عليها إدارة جامعة القاهرة وخصصت أكثر من 2000 فدان وقفا للإنفاق على الجامعة.. ومازلنا نذكر قصر الأمير محمد على فى المنيل وفيه حديقة تاريخية وحجرته الذهبية الفريدة وكيف تبرع الأمير بهذا القصر للشعب المصرى وخصص له وقفا فى محافظة كفر الشيخ مساحته أكثر من2000 فدان ولهذا لم تسرى قرارات المصادرة والتأميم على قصر محمد على لأنه تنازل عنه للشعب قبل ثورة يوليو بسنوات.. مازال اسم الأميرة فاطمة مرسوما على مبنى كلية الآداب ومازالت جامعة القاهرة تحمل أجمل الذكريات لهذه الأميرة التى باعت مجوهراتها لتبنى جامعة للشعب.. هذا الدرس التاريخى الذى تحدث عنه الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب وهو يوجه التحية لأميرة من الزمن الراحل تعيد لنا ذكريات هذه الرموز التى أقامت عشرات المشروعات من مالها الخاص هدية للمصريين.. وللأسف الشديد أن هذه الروح تراجعت كثيرا بين أثرياء مصر باختلاف طبقاتهم رغم إنها كانت من أهم مظاهر التحضر فى حياة المصريين.. ومازالت
مصر حتى الآن تفخر بهذه الآثار التاريخية فى القصور التى بقيت شاهدا على تقدم هذا الشعب فى قصر عابدين ورأس التين والمنتزه والطاهرة والجوهرة والقبة وكلها تحف فنية رائعة لا تقدر الآن بثمن.. يجب أن نتذكر هذه الرموز التى أقامت مشروعات تاريخية من مالها الخاص ولعل ذلك يكون درسا لأثرياء مصر وما أكثرهم ليتعلموا من دروس التاريخ
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع