بقلم - فاروق جويدة
عشر سنوات مضت على رحيل محمود درويش شاعر القضية الفلسطينية والرجل الذى حملت كلماته هموم شعبه وأحلامه فى العودة.. كانت لنا لقاءات كثيرة فقد أقمت غداء فى الأهرام لا اعتقد أن هذا الحشد اجتمع فى يوم من الأيام فى مثل هذا اللقاء حيث جمع نزار قبانى ومحمود درويش والبردونى شاعر اليمن الكبير وسعاد الصباح ومن مصر أستأذنا الراحل احمد هيكل وكان يومها وزيرا للثقافة ولويس عوض ويوسف إدريس وصلاح طاهر وصلاح حافظ ويوسف فرنسيس وسلامة احمد سلامة ومحمد جلال.. كان غداء تاريخيا وعلى امتداد ساعات كان الحوار حول الشعر والسياسة ومواقف الشعراء من قضايا أوطانهم وأمتهم.. منح محمود درويش القضية الفلسطينية كل حياته وتنقل بها ما بين الأرض المحتلة والعالم العربى والغرب وكان من الأصوات المسموعة لدى المؤسسات الثقافية فى العالم وكانت تربطه علاقة قوية مع أبو عمار.. حين ذهبنا نعرض مسرحية الوزير العاشق فى مهرجان جرش فى الأردن منتصف الثمانينات دعانا أبو عمار للقاء فى بيته فى العاصمة الأردنية واحتفى بنا يومها محمود درويش.. وفى معرض الكتاب فى فرانكفورت قضينا معا وقتا طويلا فى حوارات حول الشعر والشعراء وكنت اعتقد أن السياسة عادة تظلم الشعراء وكنت افرق دائما بين الشعر السياسى والشعر الوطنى لأن السياسة دائما تفرق وكلنا يجتمع على حب الأوطان وكان درويش محبا لوطنه وحمل قضيته إلى آفاق بعيدة.. عاش فى مصر سنوات وتنقل بين عواصم عربية وأجنبية كثيرة وإن اختار باريس فى نهاية المشوار.. وهناك أقلام كثيرة فى مصر ساندت درويش فى بداية مشواره ومنها رجاء النقاش الكاتب والناقد الكبير وكاتبنا الكبير الراحل احمد بهاء الدين وكلاهما كان مدافعا عن القضية الفلسطينية.. كان محمود درويش صوتا شعريا خاصا ولم يخرج من عباءة أحد وأخلص كثيرا لقضية وطنه وكان دائما متفائلا بأحلام العودة وقد آثار جدلا كبيرا فى إسرائيل حين تقرر تدريس قصائده للتلاميذ ويومها خرج فريق كبير يرفض دخول شعر درويش إلى المدارس فى إسرائيل.. عشر سنوات مضت على رحيل درويش ومازالت القضية تنعى شاعرها الذى لا يغيب.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع