بقلم - فاروق جويدة
كانت أغنية ست الحبايب التى جمعت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وفايزة احمد تهزنى كثيرا فى حياة أمى.. ومنذ أن رحلت أصبحت هذه الأغنية جرحا لا يطيب.. ولا احد منا نسى أمه رغم أن النسيان نعمة الخالق سبحانه وتعالى على البشر انه يداوى جراح الزمن ولكن الشىء المؤكد أن الأم لا تنسى أبدا لأنها تحتوى الإنسان بذكراها فى كل مراحل عمره طفلا وصبيا وشابا..إن الإنسان اكتسب كل صفات حياته وتكوينه من أمه..إنها مصدر الحب وكثيرا ما يبحث الابن عن زوجة تشبه أمه.. وهى مصدر الرحمة لأنها تعطى كل شىء ولا تنتظر شيئا من احد.. كم من الأمهات اللاتى ترملن على أطفال صغار.. إن الأمومة من العلاقات الإنسانية التى تشابهت فى كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى وحملت كل الصفات التى تشكلت منها رحلة الحياة على الأرض.. مع الأم نتعلم العطاء ومنها نأخذ كل الصفات النبيلة.. إن أول دروس الرحمة والحنان يجدها الإنسان عند أمه لأنها لا تفرق بين أحد من أبنائها إنها لهم جميعا الصغير والكبير والشقى والمشاغب.. هم جميعا لها وهى لهم بعمرها وشبابها وصحتها وكل ماملكت فى الحياة.. ولم تتغير مشاعر الأمومة رغم تغير الناس والزمن انها على عهدها دائما المحبة والحنونة والإنسانة بكل معنى الوفاء الإنساني.. لم تتخرج امى من الجامعات ولكننى تعلمت الصبر والعطاء منها كانت تعطى بلا حدود وكانت نموذجا فى الصبر والكفاح والقدرة على مواجهة مطالب النفس بالقناعة والترفع والإيمان.. لا تصدق من يقول لك انه نسى أمه فالأم لا تنسى مهما عبرت بنا الأحداث والزمن فهى اكبر من النسيان..إنها فى أماكن أحببناها.. وعمر عشناه معها وذكريات لم تغب عنا لحظة.. وكلما افتقد الإنسان لحظة حب صادقة عاد إلى ابتسامة أمه وهى تمنحه الحب والحنان.. وكلما واجه تحديات الزمن وحامت حوله أشباح الوحدة والوحشة والخوف وجدها تطل من بعيد وكأنها قبس من نور الله تمنحه اليقين وتضىء له طريقا رغم ما يحيطه من السحب المظلمة..إنها رحمة الله فى هذه الأرض ولهذا سوف تبقى سواء كانت بيننا أو رحلت إلى السماء لأن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يحرم الكون من رحمة الأمهات.. إنها رحمة الله فى الأرض.. كل سنة والأمهات بخير .
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع