بقلم - فاروق جويدة
مائة عام مرت على ميلاد الشيخ زايد آل نهيان مؤسس وحاكم دولة الإمارات العربية الشقيقة..لم تكن تجربة الشيخ زايد تجربة عادية فى الحياة والحكم فقد كان بالفعل يمثل تجربة فريدة وفى حياته دروس كثيرة يمكن أن نقف عندها..إن دولة الإمارات العربية التى نراها الآن ممتدة على شواطئ الخليج بكل ما فيها من صور الحضارة والمدنية الحديثة من صنع هذا الرجل حين تحولت الصحارى بين يديه إلى كتلة مضيئة من الإبداع والتفرد..
خرج الشيخ زايد آل نهيان من الصحراء يحمل روحها وثوابتها وأصولها وأنطلق يشيد دولة عصرية متقدمة فيها كل مظاهر الحضارة المعاصرة فى الطرق والمياه والمطارات والمدن وناطحات السحاب وكانت نقطة البداية التى أنطلق منها فى تأسيس دولته هى التعليم فقد سخر كل إمكانيات الدولة من مصادر الثروة من أجل تنمية البشر واستعان بكل الدول العربية التى ساندت مشروعه فى إقامة دولة حديثة..وجمع حوله شيوخ الإمارات فى كيان واحد من أجل نهضة هذه الدولة الوليدة إن تجربة الشيخ زايد فى إقامة دولة حديثة كانت تجربة فريدة بكل المقاييس..
وللشيخ زايد فى حياة المصريين مكانة خاصة فقد كان عاشقا لمصر شعبا وتراثا وتاريخا ولم يتردد أن يتخذ من المواقف ما يؤكد هذا الحب على المستوى السياسى والدعم الاقتصادى..كانت وصية الشيخ زايد لأبنائه الشيخ خليفة وولى عهده الشيخ محمد بن زايد أن لمصر مكانة خاصة غير كل الأماكن وكما أحبها وقف أبناؤه مع الشعب المصرى فى أزمات كثيرة بكل الحب والعرفان..وفى دولة الإمارات التى تتغير إلى الأجمل كل يوم يعيش ملايين المصريين تحتويهم مشاعر شعب من حقه أن يفخر بقيادته وأن يتذكر دائما الشيخ زايد ومشروعه الحضارى الكبير..
وفى احتفالية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد أقامتها مؤسسة الأهرام برئاسة الكاتب الصحفى الكبير عبدالمحسن سلامة..كانت ليلة فى حب الشيخ زايد جمعت عددا كبيرا من محبى هذا الرمز الكبير فى مقدمتهم د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وسفير الإمارات فى القاهرة السيد جمعة الجنيبى وعدد من الوزراء والمسئولين..إن تكريم ذكرى الشيخ زايد فى القاهرة تكريم لكل القيم النبيلة التى عاش من اجلها.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع