بقلم : فاروق جويدة
د. مهاتير محمد الرجل الذى صنع أسطورة ماليزيا ودفع بها خلال عشرين عاما إلى مصاف الدول المتقدمة بحيث أصبحت من أكثر دول جنوب شرق آسيا تحضرا فى كل المجالات، حكم ماليزيا أكثر من عشرين عاما تسلمها سلسلة من الخرائب والانقسامات والحروب الأهلية كانت من أكثر بلاد الله فقرا وتخلفا..وقرر الرجل أن يجعل من وطنه شيئا أخر مؤكدا انه يستحق آن يكون فى مقدمة الشعوب..إن ماليزيا دولة متعددة الأديان ولكن الإسلام هو دينها الرسمي..كان قرار مهاتير محمد أن تتجه ميزانية الدولة كلها إلى التعليم ولا شئ بعد ذلك وفى سنوات قليلة تخرجت أجيال استوعبت روح العصر بكل ما فيه من مظاهر التقدم وتحولت ماليزيا بشبابها الجديد الواعد إلى شئ أخر..وبدأت مسيرة العلم والإنتاج والوعى تجتاح ماليزيا..قال لى صديقى الراحل عالمنا الجليل أحمد زويل أن عالما من ماليزيا كان متفرداً فى مجال مهم وخطير فى اليابان وهو من أصول ماليزية علم بقصته مهاتير فأخذ الطائرة وسافر إلى اليابان ولم يرجع إلا ومعه هذا العالم الكبيرالذى احدث ثورة علمية فى بلاده.. فى الأيام الماضية اختارت ماليزيا مرة اخرى د.مهاتير محمد رئيسا للوزراء بعد أن غاب عن الحياة السياسية تماما سنوات طويلة.. وعاد صاحب ألـ 92 عاما ليقود شعبه مرة أخرى فى رحلة البناء، كان الفساد قد اجتاح ماليزيا وسقط كبار المسئولين فى صفقات مشبوهة ونهبوا أموال الشعب وكان أول قرار اصدره د.مهاتير بعد عودته رئيسا لوزراء ماليزيا هو تفتيش بيت رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق وظهرت على الشاشات الأموال المكدسة والمجوهرات وتلال الذهب والمال وملايين العملات المختلفة وكأن الرجل فتح بنكا خاصا فى بيته.. لا أحد يعلم ما هو مصير رئيس الوزراء الحرامى الذى سرق جهد شعبه ونضاله من اجل التقدم..وعاد مهاتير إلى الساحة الدولية مرة أخرى فهو من ابرز الشخصيات التى حاربت الاستبداد ورفضت وصاية الغرب بكل ألوانها.. إنه درس فى السياسة حين يكون تاريخ السياسى شيئا مشرفا ودرس فى الأمانة والإخلاص للأوطان وقبل هذا فإن الشعوب لا تنسى أبناءها المخلصين أما اللصوص فلهم مصير واحد..
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع