بقلم فاروق جويدة
خمسة مسلسلات على الأقل فى شهر رمضان المبارك تتحدث عن الخيانة الزوجية مابين الأصدقاء والأقارب وجميعها لا ترى فى هذه الظاهرة ما يتعارض مع الأخلاق والثوابت الاجتماعية .. أسوأ الأشياء فى الفنون بصفة عامة ان تجد تبريرا للقبح وان تروج للرذيلة وان تغلق أبواب الفضيلة من كل اتجاه
< كثير من المسلسلات تشعرك انك فى بلد تستطيع ان تفعل فيه كل شىء واى شىء ولن يحاسبك احد .. المعارك الحربية تدور فى الشوارع دون ان يتدخل احد .. وكل الأعمال مباحة دون سؤال من احد والاهم من ذلك كله ان الجميع يسأل عن الشرطة رغم انها موجودة فى كل مكان.
< زجاجات الخمر التى انتشرت فى جميع المسلسلات تقريبا تؤكد اننا نعيش فى وطن آخر غير مصر..أين كل هذه الخمور وكيف تسربت والناس صائمون..هل مطلوب منا ان نصدق الفن رغم انه يكذب علينا وكيف ينتهى الصيام كل ليلة على موائد الخمور.
< فى السنوات الماضية نجح مسلسل رمضانى عن الإدمان ظهرت فيه فنانة لعبت الدور باقتدار والغريب ان جميع الفنانات فى عدد من المسلسلات خاض تجربة الإدمان هذا العام وبالطبع كان الفشل هو النتيجة.
< عملت حسبة بسيطة للإعلانات فى المسلسلات واكتشفت ان فى كل حلقة مدتها 45 دقيقة هناك 30 دقيقة إعلانات و15 دقيقة تمثيلا وان نصيب البطل خمس دقائق وبقية الممثلين عشر دقائق نصفها مخدرات والنصف الأخر هلوسة السكارى.
< فى ظل غياب الدولة بكل سلطاتها ومؤسساتها عن الفن خسرنا الريادة وخسرنا القوى الناعمة وخسرنا احترام الناس وخسرنا القيمة والقدوة والقضية ومازلنا نتحدث عن الإرهاب والحرائق حولنا والقتل والدماء فى الشوارع وغياب القدوة ونحن نحتفى بالأسوأ دائما وقبل هذا لا احد يقول لنا من اين كل هذه الملايين التى سيطرت على أسواق الفن فى مصر افيقى يا حكومة.
< قال لى عبد الوهاب يوما أخشى ان نترحم على زمن عدويه وقد حدث والآن نترحم على أفلام المقاولات وقد حدث..وربما نترحم على زمن الفن المصرى حين لا نجد أحدا يشاهدنا أو يسمع لنا وسوف يحدث