بقلم - فاروق جويدة
محاولة يائسة من قوى الإرهاب لاغتيال اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية أن تفجر سيارة فى قلب الإسكندرية متوهمة أن ذلك يمكن أن يصيب بالرعب المدينة الآمنة.. إن الإرهاب الآن يجمع فلوله ويشهد نهايته الدامية على يد جيش مصر وشرطتها فى سيناء ومناطق أخرى تنتشر فيها القوات المقاتلة فقد كانت عملية 2018 فى سيناء هى نقطة النهاية لمصير الإرهابيين الذين اعتدوا على كل مقدسات مصر أمنا ودينا وحياة.. خسرت مصر فى هذه المواجهة صفوة رجالها من الشهداء الأبرار الذين قدموا للوطن أغلى ما يقدم البشر.. وخسرت مصر موارد اقتصادية كان من الممكن أن تكون وسيلة بناء وإعمار.. وخسرت مصر إحساسا بالآمان كلفها الكثير ولكن الشىء المؤكد أن المعركة مع الإرهاب قد أكدت أمام العالم قدرة المصريين على مواجهة المحن والأزمات ووضعت جيش مصر وشرطتها أمام مسئولية تاريخية وقبل هذا كله قد أكدت هذه المواجهة أن مصر مازالت حصنا منيعا من حصون الإسلام.. نخطئ إذا تصورنا أن المعركة مع الإرهاب قد انتهت وأننا حسمنا القضية بالأمن والمواجهة، ولكن هناك جذور وأسباب وشواهد قامت عليها هذه الدعوات الضالة والمضللة وهى تحتاج إلى مواجهات فكرية ودينية وسياسية وأمنية .. علينا أن نسأل أنفسنا لماذا اختار الإرهاب أرضا صالحة لدعواته والإجابة أن سيناء الخالية التى أهملناها ثلاثين عاما كان ولابد أن تفتح أبوابها للإرهاب ومن هنا جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتخصيص 275 مليار جنيه لمشروعات التنمية فى سيناء وهذا يعنى أن سيناء الخالية كانت من أسباب الإرهاب وان توطين ثلاثة ملايين فيها يعنى حمايتها من الإرهاب ومن كل الطامعين فيها .. هناك أيضا معركة فكرية مازلت أعتقد أنها تحتاج إلى جهد اكبر من المؤسسات الدينية والثقافية والسياسية التى ينبغى أن تقوم بدورها فى تنمية الوعى بين المواطنين وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام فكرا وعقيدة .. حين نحتفل بالقضاء على الإرهاب فى سيناء لابد أن نستعد لمعركة أخرى هى معركة الوعى والفكر الحر والحوار الخلاق حول كل القضايا ابتداء بقضايا الدين وانتهاء بالمستقبل السياسى الذى نحلم به.
نقلا عن الاهرام القاهرية