بقلم : فاروق جويدة
خالد يوسف فنان مشاغب شديد الوضوح فى مواقفه وهو ابرز تلاميذ يوسف شاهين المشاغب الأكبر وكلاهما ينتمى إلى مدرسة فنية لديها الجرأة فى أن تتخذ مواقف تبدو متشددة حتى لو دفعت الثمن..وخالد يوسف تورط فى العمل السياسى بعد ثورة يناير وثورة يونيو ولم يتراجع ودخل مجلس الشعب نائبا وانسحب فى ظروف غامضة..كان من المفروض أن يعرض فى عرض خاص فيلمه الجديد كارما وقد حصل على الترخيص النهائى بالعرض وفجأة صدر قرار المصنفات الفنية بوقف عرض الفيلم والغريب أن الذى اصدر قرار العرض هو نفس المسئول الذى اصدر قرارا بوقف عرض الفيلم..مثل هذه القرارات العشوائية تسىء إلى صورة الفن فى مصر وتفتح أبوابا للمتربصين تحت شعارات الحريات..لا اعرف من هو المسئول الذى تجرأ واصدر قرار وقف عرض الفيلم الذى يشارك فيه نخبة من الفنانين على رأسهم عمرو سعد..فى 30 أبريل الماضى صدرت موافقة المصنفات الفنية على العرض وفى 11يونيو صدر قرار وقف العرض ثم كان قرار عودة الفيلم والسؤال هنا ماذا حدث فى هذه الشهور وما هى الإجراءات التى غيرت كل شىء وجعلت الفيلم مقبولا ثم مرفوضا ثم مقبولا فى النهاية وما هى الملابسات التى أحاطت بالقصة كلها..إن خالد يوسف فنان صاحب موقف وهذه المواقف جعلته دائما منطقة خلاف أو اتفاق ولكنه فى كل الحالات فنان مبدع وله أسلوب خاص فى معالجاته الفنية التى تتسم بالجرأة بل والاقتحام فى أحيان كثيرة..إن خالد يوسف فنان يؤمن بالصدمات التى تشبه الصدمات الكهربائية التى يعالج بها الأطباء أزمات القلب والدماغ أحيانا وهو يرى أننا نعيش ظروفا صعبة تتطلب أن نكشف الحقائق حتى ولو كانت قاسية لأن هذا هو الطريق لإصلاح الأخطاء ومواجهة الأزمات..ما حدث مع فيلم كارما لخالد يوسف يعيد إلى الأذهان قصصا قديمة عن أفلام أثارت ضجة ما بين المنع والعرض وكلنا يذكر ما حدث لفيلم شئ من الخوف وميرامار وثرثرة على النيل والكرنك وبقيت كل هذه الأفلام وعاشت فى وجدان الناس حتى وان اختلفوا عليها..قرار وقف عرض فيلم خالد يوسف متسرع والرجوع فيه يعيد للأذهان صورا لا نتمنى أن تعود.
نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع