بقلم فاروق جويدة
تذكرت هجوم الحجاج بن يوسف الثقفى على الكعبة وكأن التاريخ يعيد نفسه والصاروخ ينطلق من الميليشيات الحوثية فى اليمن باتجاه قبلة المسلمين .. نحن أمام فتنة كبرى ولو ان هذا الصاروخ اقترب قليلا من البيت الحرام لكانت الكارثة وإن كان للبيت رب يحميه.. كيف وصل بنا الحال إلى هذه المأساة وقد تشردت الشعوب وضاعت الأمة وسط جنون السياسة.. لم يبق شىء من مصادر القوة فى هذه الأمة المنكوبة فى شعوبها ومازالت اللعنات تهبط عليها من كل جانب.. استنزفت الحرب العراقية ـ الإيرانية الدولتين فى كل شىء اقتصاداً وبشراً وجيوشا ولم ينتصر احد وكانت شركات السلاح تبيع الموت للدولتين وخسرت الدولتان آلاف الملايين من الدولارات والملايين من البشر.. وجاءت بعدها حرب الخليج وكانت هزيمة للجميع.. ثم كان الاحتلال الأمريكى للعراق الذى دمر كل ما فيها ليبدأ مسلسل الهزائم وتبدأ الفتنة الكبرى مرة أخرى فيما يجرى الآن فى سوريا حيث خرج الشعب السورى هاربا من الموت إلى كل بقاع الدنيا..وانتقلت الفتنة إلى ليبيا ثم كان ظهور داعش آخر فصول المأساة والآن تتصاعد فصائل الموت ويطلق الحوثيون من اليمن صاروخا على الكعبة ولنا ان نتصور النتائج الكارثية لو ان هذا الصاروخ هبط على رؤوس المصلين فى البيت الحرام واهتزت أركان العالم الإسلامى فى كل بقاع الدنيا شرقا وغربا.. ان هذا الصاروخ ليس عملا طائشا من شباب مجنون ولكنه جريمة وفتنة كبرى تشعل العالم الإسلامى كله.. ان إيران التى تحرك الحوثيين وتمدهم بالصواريخ التى تستهدف الأماكن الإسلامية المقدسة وفى صدارتها الكعبة الشريفة لا تعلن الحرب فقط بين السنة والشيعة ولكنها تحرق العالم الإسلامى كله وكما شاركت فى إحراق وتمزيق العراق ثم اتجهت إلى تدمير سوريا وأكملت داعش مسيرة الخراب فى العالم العربى كله. هذه الفتن تخدم مصالح إسرائيل ومؤامرات الغرب كانوا يوما يقولون ان إسرائيل يمكن ان تهدم الكعبة ولكن الواقع يقول ان التهديد الحقيقى للكعبة يأتى من اياد مسلمة ترفع راية القرآن.. هل انتهى الموقف بسقوط الصاروخ ام ان هناك فصولا أخرى فى الفتنة الكبرى؟