بقلم : فاروق جويدة
اقتربت كثيرا من فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى وكم زرته فى بيته على ترعة المنصورية وكانت بيننا قصص وحوارات وحكايات.. التقينا للمرة الأولى فى بيت المفكر السعودى الراحل د.محمد عبده يمانى وكان يومها وزيرا للإعلام فى المملكة العربية السعودية وفى اللقاء الذى جمع د. عبد العزيز خوجه الشاعر المعروف ووزير الثقافة وسفير المملكة العربية السعودية فى المغرب الآن والإذاعى الكبير الراحل أحمد فراج .. كانت جلسات الشيخ الشعراوى تشع بالفكر والشعر والإبداع وكان عاشقا لشعر أحمد شوقى ويرى أنه من أفضل من مدح الرسول عليه الصلاة والسلام.. وقد كتب الشيخ الشعراوى قصائد كثيرة كان من أهمها وأخطرها قصيدته فى مدح عميد الأدب العربى د.طه حسين رغم أنه كان على خلاف كبير مع الأزهر المؤسسة والمنهج والفكر.. لم يدع الشيخ الشعراوى وهو يفسر القرآن الكريم أن ما يقدمه يدخل فى مجال التفسير ولكنه اعتبرها خواطر قرآنية طافت بفكره وهو يرتل كتاب الله.. ولا شك أن الشعراوى اعتمد فى خواطره على قدرته اللغوية وكان متفردا فيها بحيث جعل من النص القرآنى بابا واسعا يجسد إيمانا عميقا وإحساسا جماليا رائعا باللغة العربية وما فيها من جماليات.. كثيرا ما جلست مع الشيخ الشعراوى وكان محبا للشعر بكل ألوانه ومدارسه وإن كان الشعر التقليدى الموزون هو المفضل لديه دائما.. دعوته يوما ليشاهد مسرحيتى دماء على ستار الكعبة فى المسرح القومى بطولة القديرة سميحة أيوب والقدير يوسف شعبان ويومها توقف المرور فى ميدان العتبة وامتلأ المسرح القومى بالآلاف يصافحون الشيخ الشعراوى وبعد أن انتهى العرض لم تجد إدارة المسرح من طريق لإخراج الشيخ الشعراوى من زحام الناس غير أن يفتح المسرح أبوابه الخلفية بعيدا عن الزحام.. لا أدرى قليلا ما نشاهد الآن خواطر الإمام الشعراوى على الشاشات حتى فى رمضان شهر الصوم والبركات رغم أننا نفتقد صوته العاقل وخواطره المضيئة ودعواته للتسامح والحب والإيمان.. أتعجب كثيرا حين أسمع أو أشاهد من يهاجم الشيخ الشعراوى رغم أننا كنا نجد لديه الإيمان الحقيقى والإسلام الصحيح.. وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر.
نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع