فاروق جويدة
اعترف ان رئيس الوزراء د. شريف إسماعيل كان صريحا وواضحا وهو يتحدث فى لقاء جمع نخبة قليلة من الكتاب ولم يتردد فى ان يعلن الأرقام الصحيحة التى دار حولها لغط كبير هو رجل مرتب فى فكره هادئ فى شخصيته وهو مهموم إلى ابعد مدى بما تعانيه مصر الآن من أزمة اقتصادية حادة وظروف دولية صعبة مع كل ما يجرى فى المنطقة كلها من عوامل التراجع والانهيارات..فى أرقام محددة وضع رئيس الوزراء أمامنا كل الحقائق ان ميزانية الدولة 930 مليار جنيه منها 292 مليار جنيه لخدمة الدين..و228 مليار جنيه للأجور و210 مليار جنيه للدعم ويبقى بعد ذلك 200 مليار جنيه للإنفاق العام بكل جوانبه الصحة والتعليم والخدمات ومصروفات الدولة..ان الأرقام مزعجة ولكن اذا علمنا ان أجور العاملين فى الدولة قد زادت فى خمس سنوات من 85 مليار جنيه إلى 228 مليارا لأدركنا احد الأسباب الرئيسية فى زيادة الأسعار أمام زيادة القوة الشرائية مع تراجع حجم الإنتاج..حين جاء الحديث عن أزمة الدولار وسعر الصرف وضرورة تعويم الجنيه قال رئيس الوزراء ان السياحة كانت من اهم أسباب الأزمة فقد انخفضت من 7٫4 مليار دولار إلى 3٫4 مليار دولار يضاف لذلك الأضرار التى وقعت على العاملين فى هذا القطاع وهم بالملايين هذا بجانب مشروعات الخدمات والمصانع التى تعمل فى خدمة السياحة..ويكفى ان يقال ان عدد الليالى السياحية فى مصر انخفض من 99 مليونا إلى 51 مليون ليلة وقال ليس أمامنا غير ان نحدد قيمة عادلة للجنيه المصرى خاصة ان مواردنا من الدولار تراجعت كثيرا من المساعدات والسياحة والإنتاج والصادرات مع زيادة حجم الواردات وارتفاع معدلات الاستهلاك أمام زيادة القوة الشرائية وليس أمامنا غير ترشيد الإنفاق الحكومى وأيضا ترشيد الدعم حتى يصل إلى مستحقيه وزيادة الموارد من الضرائب والشركات والهيئات الحكومية.. وقال لا نستبعد اللجوء إلى الدعم النقدى ولكن ليس الآن هذا بجانب ضرورة تحسين مناخ الاستثمار بمزيد من الحوافز وتبسيط الإجراءات..على جانب آخر قال رئيس الحكومة ان هناك انجازات كبيرة تحققت تدعو للتفاؤل فى المستقبل..ومازال اللقاء مع رئيس الوزراء.