توقيت القاهرة المحلي 09:16:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎حين غابت الرحمة

  مصر اليوم -

‎حين غابت الرحمة

بقلم - فاروق جويدة

لا ادرى كيف اتسعت مساحات الجرائم فى حياتنا وكل هذه القصص التى نراها كل يوم عن الأم التى تركت الأبناء الثلاثة يحترقون وتحمل بقاياهم وتلقيها على الأرصفة وكأن شيئا لم يحدث.. من أين جاءت كل هذه القسوة والأمومة مصدر الحب والرحمة والحنان .. كيف تقتل الزوجة زوجها من اجل عشيق وهناك ألف باب لأن تطلب حريتها وتتزوج ألف عشيق إن أرادت وتترك الرجل لحال سبيله.. أين العقل فى كل هذه الجرائم ولماذا أصبح الدم رخيصا على الناس بهذه الصورة البشعة.. ولماذا القتل فى النهاية وأمام الناس أبواب كثيرة للطلاق أو البعد أو الانفصال بلا جريمة.. هل هو الجهل الذى جعل النزوات تلغى العقل تماما وتتصرف بهذه الوحشية هل هى الأمية التى جعلت الإنسان بنصف عقل ونصف ضمير.. هل هو الخراب النفسى الذى تركته سنوات اليأس والإحباط وقلة الحيلة كيف يحترق ثلاثة أطفال فى غرفة مغلقة بلا نوافذ وكيف لم يسمع أحد صراخهم والنار تحاصرهم وكيف تفحمت هذه الأجساد البريئة دون أن ينقذها احد هناك مناطق فى هذا المدى الذى خلقه الله فسيحا تحولت إلى سجون وحتى السجن فيه الرقابة ووسائل الحماية ولكن هذه الأكواخ البشرية الرديئة تحولت إلى قبور صامتة إن الأطفال لم يموتوا فقط ولكنهم احترقوا قبل أن يموتوا أى أن العذاب تجاوز حدود الموت وأصبحت الأجساد رمادا.. إن ما يحدث الآن فى عالم الجريمة يتطلب دراسات نفسية واجتماعية وإنسانية هذا القتل البطئ وهذا الموت الذى يحاصر أطفالا فى غرفة مغلقة بلا نوافذ وهذه النيران التى حولت الحياة جحيما.. شىء ما تغير فى هذا المجتمع هل هو الفقر حين غير موازين الحياة والبشر هل هى الغرائز التى توحشت أمام واقع اجتماعى فقد الرحمة والضمير هل هى المشاعر التى سقطت من قاموس حياتنا وأفقدت الإنسان البصر والبصيرة.. إن مسلسل الجرائم الذى نراه ونسمع عنه كل يوم يؤكد أن الحياة حين تفقد الرحمة تفقد كل شىء..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎حين غابت الرحمة ‎حين غابت الرحمة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon