بقلم : فاروق جويدة
حين دمرت القوات الأمريكية بغداد عاصمة الرشيد لم تتحرك عاصمة عربية واحدة وترفض الاحتلال الأمريكى للعراق .. وكانت النتيجة أن ثروات العراق دخلت كاملة فى موارد الاقتصاد الأمريكى .. ولو أن العالم العربى ـ شعوبا وحكومات ـ انتفض يومها رافضا الاحتلال لكانت هناك حسابات أخرى.. ومنذ سبع سنوات حين دارت الحرب الأهلية فى سوريا لو أن العالم العربى اتخذ موقفا لمنع هذه الدماء ما تسللت القوات الروسية إلى دمشق وما أقيمت القواعد العسكرية الروسية فى اللاذقية وما هبطت القوات الأمريكية وما اقتحمت قوات حزب الله والجيش الإيرانى الحدود السورية.. ولو أن العالم العربى رفض من البداية تسلل إيران إلى دول الخليج خاصة الحوثيين ما انهارت الدولة اليمينة .. إن غياب العالم العربى عن قضاياه الحقيقية كان سببا فى كل ما لحق بالشعوب العربية من الهزائم والانكسارات ..
أربعة جيوش كاملة العتاد تم تدميرها بقوات أجنبية ما بين أمريكا وروسيا وإيران وحلف الأطلنطى اختفت من الخريطة جيوش العراق وسوريا واليمن وليبيا رغم أن كل المؤشرات منذ احتلال العراق كانت تحذر من أن الطوفان قادم .. وفتحت هذه الانكسارات الأبواب واسعة أمام أطماع إقليمية ودولية..عادت أحلام الدولة العثمانية تطل مع نزعات أردوغان وأحلامه التوسعية أن يعيد أمجاد الدولة العثمانية وإمبراطوريتها الغاربة رغم أن تركيا عاشت سنوات طويلة فى حالة من الصمت والاستسلام ولم تفكر يوما فى زعامة جديدة بعد أن انتهى زمن الرجل المريض.. وكما فكرت تركيا وحلمت طاف الحلم بإعادة أمجاد الدولة الفارسية وأحلامها التوسعية وكلتاهما تركيا وإيران اتخذ من الدين وسيلة للتوسع حتى لو كان الإرهاب هو الطريق .. لم تنس دول أوروبا الغاز الليبى الذى ينطلق فى ساعات من شواطئ ليبيا إلى شواطئ ايطاليا وفرنسا واليونان ولم ينس حلف الأطلسى أن شمال أفريقيا كان يوما مزارع خضراء لجنوب أوربا .. ولم ينس الجميع أن اليمن موقع تاريخى لا يمكن الاستغناء عنه.. الأزمة الحقيقية إننا لا نعيد قراءة التاريخ لكى نتعلم من دروسه ولهذا تتكرر الأخطاء.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع