بقلم : فاروق جويدة
لاشك ان زيارة رجل الدين الشيعى العراقى مقتدى الصدر للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية يمثل تحولا كبيرا فى السياسة العربية ويفتح صفحة جديدة بين العراق والدول العربية .. إن مقتدى الصدر من أهم الشخصيات الدينية فى العراق وهو رمز من رموز الشيعة وله مواقف تاريخية انحاز فيها للوطن العراقى وشعب العراق اكثر من انحيازه للمذهب الشيعى وهو احد رموزه .. إن العالم العربى فى حاجة لأن يفتح صفحات جديدة مع العراق لكى يعود عربيا كما كان دائما بعد ان عبثت فيه ايادى كثيرة ابتداء بالاحتلال الأمريكى وانتهاء بالتدخل الإيرانى .. هناك من كان يعتقد ان الشيعة فى العراق وهم الأغلبية سوف يتجهون الى ايران بحكم العقيدة بينما كان هناك من يؤكدون ان الشعب العراقى لن يتخلى عن عروبته .. ان امام العراق تحديات كثيرة سوف يحتاج فيها الى الدعم العربى .. إن إعادة بناء العراق سوف يحتاج وقتا طويلا وامكانات ضخمة وتستطيع الدول العربية ان تشارك فى هذه المشروعات بالمال والدعم والخبرات البشرية.. يضاف لذلك ان العالم العربى يستطيع ان يوقف مشروعات التقسيم فى العراق خاصة ان هناك أطرافا دولية ترى فى هذا التقسيم المستقبل المناسب للشعب العراقى بكل فئاته .. إن ايران وامريكا والغرب يمكن ان يتفقوا على اكثر من دولة فى العراق ما بين السنة والشيعة والأكراد ويستطيع الدعم العربى ان يحافظ على وحدة الشعب العراقى لقد اهدرت امريكا فى سنوات الاحتلال كل موارد وثروات الشعب العراقى وهو من اغنى الدول العربية فى الزراعة والبترول يضاف لذلك ان العراق يرتبط بعدد من الدول العربية فى حدود مشتركة منها الكويت والسعودية وسوريا وقبل هذا كله فإن زيارة الصدر الى دول الخليج تواجه مؤامرات كثيرة تسعى لإشعال الفتن بين السنة والشيعة فى الدول العربية وحين يزور الصدر دول الخليج ممثلا للشعب العراقى وليس لشيعة العراق فإن فى ذلك تحولا كبيرا وبداية صحيحة لفكر جديد .. زيارة مقتدى الصدر للخليج تعنى ان العراق يستعيد عروبته .