بقلم-فاروق جويدة
آثار مصر المنهوبة تطوف عواصم العالم فى مزادات وصفقات ونحن فى مصر لا نعرف عنها شيئا.. إن تجارة الآثار المصرية أصبحت مورداً ثابتا للتجار والمغامرين وهناك صفقات بمئات الملايين وآخر هذه الكوارث ما حدث فى ايطاليا حيث يجرى التحقيق القضائى حول شحنة غريبة من الآثار التى وصلت فى إحدى الحاويات الرسمية.. إن الغريب أن الأخبار التى نشرت حول هذه الكمية من الآثار لم تتجاوز حدود وكالات الأنباء الأجنبية ووقف الإعلام المصرى موقفا غريبا وكان القرار الرسمى الوحيد هو سفر وفد من مكتب النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق لكشف إبعاد الجريمة.. سوق الآثار المصرية فى الخارج من أهم مصادر الثروة وللأسف الشديد أن الجميع يعلم ذلك وأن تجارة وتهريب الآثار كان مجالا واسعا تورطت فيه أسماء كبيرة ما بين التجار والمهربين والمسئولين ولم تخرج علينا قضية واحدة أدين فيها مسئول كبير أو صغير وبقيت القضية معلقة رغم كل الشواهد والمزادات والتهريب الذى دار فى مواقع كثيرة.. إن الغريب أن آخر صفقات التهريب التى تجرى أحداثها الآن فى ايطاليا لم نكتشف أبعادها حتى الآن فلم يعلن احد شيئا عن الحاوية التى حملت هذا العدد الكبير ولم تكشف الجهات المسئولة فى ايطاليا ومصر عن الآثار المهربة وهل هى آثارا مصرية أم أن فيها آثار لدول أخرى.. إن وزارة الآثار لم تكشف حتى الآن عن موقفها ومعلوماتها عن هذه الكمية من الآثار التى وصلت ايطاليا رغم مرور أسابيع على الإعلان عن هذه الجريمة ولولا أن ايطاليا أعلنت عنها ما حدث شىء على الإطلاق.. إن آثار مصر أصبحت الآن مشاعا بيعا وشراء وتوقفت مؤسسات الدولة عن متابعة هذا الملف الخطير الذى أصبح مورداً للمهربين والتجار.. إن أهم مصادر الثروة فى مصر الآن هى تجارة الآثار وتجارة المخدرات وللأسف الشديد أن الجميع يدرك خطورة هذه التجارة إلا انها تنتشر وفى كل يوم يتم اكتشاف عملية تهريب جديدة.. مطلوب كشف الحقائق عن عملية ايطاليا والمتورطين فيها والحاوية التى حملت الآثار وهل تتبع جهات مسئولة فى مصر..
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع