بقلم فاروق جويدة
أخيرا قررت الحكومة ان تستعين بالنابغين من ابناء مصر في الخارج من العلماء والباحثين والمتخصصين في العلوم الحديثة واختارت الحكومة ممثلة في وزارة الهجرة وشئون العاملين في الخارج ووزيرتها د.نبيلة مكرم ان تبدأ بعلمائنا في كندا في مؤتمر يعقد في القاهرة حول الطاقة النووية وأعلنت الوزيرة ان هناك مؤتمرا آخر لعلماء استراليا وسوف تتوالى المؤتمرات التى تجمع علماءنا وتعيدهم إلى ارض الوطن مرة اخرى .. ومنذ كتبت في هذه القضية ودعوت إلى ضرورة الاستعانة بعلماء مصر في الخارج وصلتنى ردود أفعال كثيرة ترحب بالفكرة وتبدى استعداد المئات للمشاركة في إعادة بناء الوطن في كل المجالات .. ان القضية تحتاج الآن من الحكومة ان تقدم لهؤلاء العلماء دراسات حول أهم المشروعات التى تتبناها الدولة في المرحلة القادمة ابتداء بالكهرباء وانتهاء بالزراعة واستخدام الأساليب الحديثة في زراعة المحاصيل وزيادة إنتاجية الفدان والتوسع في إنتاج المحاصيل والزراعات التى تزيد من حجم صادراتنا للخارج .. هناك أيضا أفكار كثيرة تناقشها الآن مؤسسات الدولة حول الصناعات الصغيرة وكيف يمكن التوسع فيها وتشجيع الشباب على العمل في هذه المجالات .. هناك أيضا مشروع الطاقة النووية في الضبعة وهو من المشروعات الضخمة التى يدور الآن حولها جدل واسع .. ولا شك ان هناك ثلاث قضايا هامة لابد ان تطرح على علماء مصر في الخارج في هذه الزيارات وهى قضية التعليم .. وقضية التأمين الصحى وعلاج المواطنين واحدث ما وصل إليه العالم في ذلك وبجانب هذا هناك قضية الإرهاب والجانب الفكرى والثقافى فيها خاصة مع قضايا التطرف والخطاب الدينى كل ما نرجوه من هذه الزيارات ان نستفيد منها بالفعل وإلا تتحول إلى مجرد زيارات للمواقع الأثرية في الهرم وابو الهول والأقصر وان نعطى لهؤلاء العلماء فرصة في معرفة الواقع المصرى من خلال بيانات وأرقام ومعلومات حقيقية .. كانت لنا تجارب سابقة في مؤتمرات كثيرة للعاملين في الخارج ابتداء من الستينيات وحتى سنوات قريبة وبقى كل ما فيها حبرا على ورق ولا داعى لتكرار تجارب الماضى الفاشلة