بقلم : صلاح منتصر
أمام القوة يصمت كل شىء.. وأمام النيران لا مكان لأي شىء.. وحين انطلقت القوات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية تضرب سوريا سكتت كل الجبهات والأصوات..لم تتحدث روسيا إلا بعد انتهاء العمليات كاملة..ولم يتحرك شىء في قوات إيران في سوريا ولم يصدر بيان من عاصمة عربية إلا بعد أن رجعت الطائرات إلي قواعدها وعاد الجميع الي ملفات الشجب والإدانة وما أكثرها في سجلات المهانة العربية..كانت أمريكا تعلم أنها حين تتكلم سوف يصمت الجميع الكبير والصغير وانها انسحبت قليلا أمام حسابات مختلفة من الأرض العربية ولكنها تستطيع ان تعود مرة أخري في أي وقت وبأي صورة وان وجود روسيا أو مؤامرات إيران لن يغير شيئا في العقل العربي الذي استقر من زمن طويل علي ان أمريكا هي الأم والأب وكل شئ في الحياة..لقد دارت وفود أمريكية كثيرة في العواصم العربية حتي ان الرئيس ترامب نفسه زار المملكة العربية السعودية بكل ثقلها الديني والسياسي ولكن روسيا تعبث في سوريا ومناطق أخري وإيران تعبث في اليمن وتهدد الخليج كله..وفي كل يوم يبعث الرئيس ترامب برسائل لكل هؤلاء ولا شىء يسمعه.. ولكن جاء الوقت لكي يسمع الجميع صوت الصواريخ والطائرات وهي تعوي علي رأس القوات الروسية والإيرانية في ربوع سوريا الوطن الجريح..ان هذا يعني أن الصواريخ التي ضربت مصانع الأسلحة الكيماوية بالقرب من حمص ودمشق قادرة ان تضرب القوات الروسية في اللاذقية وفي القواعد العسكرية علي شاطئ البحر المتوسط بل هي قادرة في نفس اللحظة ان تضرب المفاعل النووي الإيراني في قلب إيران..كانت أمريكا تستطيع من سنوات ان تتخلص من الرئيس بشار الأسد ولكنها تركت للروس فرص الامتداد وإقامة القواعد العسكرية وتركت لإيران فرص العبث في اليمن والخليج إلا انها اختارت الوقت الذي تبعث فيه برسالة واحدة هي رسالة القوة ولم تجد من يرد عليها وهذا يؤكد أن الظالم يزداد ظلما إذا لم يجد من يقول له كفاك ظلما..لقد انتهي الدرس الأمريكي ولن تحدث مواجهات أخري ولكن روسيا أدركت ما هو مطلوب منها كما ادركت إيران حدودها التي ينبغي ألا تتجاوزها.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع