توقيت القاهرة المحلي 19:30:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرد القطرى . ودول الخليج . والفتنة الكبرى

  مصر اليوم -

الرد القطرى  ودول الخليج  والفتنة الكبرى

بقلم : فاروق جويدة

لاشك أن الرد القطرى على مطالب دول مجلس التعاون الخليجى السعودية والإمارات والبحرين ومصر دخل بالأزمة الى مناطق اخرى أكثر حساسية وخطورة وربما ترتبت عليه انقسامات أخرى ليس فى مجلس التعاون فقط ولكن على مستوى العالم العربى كله وقد تعصف هذه الانقسامات بالمجلس كاملا بل إنها قد تصيب جامعة الدول العربية.

إن هناك نقاطا مهمة يجب ان نتوقف عندها فى هذا الرد..

> انه تحدث عن إيران وتركيا أكثر مما تحدث عن العلاقات العربية بل انه فى الوقت الذى أدان فيه المواقف العربية فى كثير من القضايا أشاد بصورة واضحة بموقف إيران وتركيا وكأن العرب الآن أمام تحالف قطرى تركى إيراني ضد العرب..ولاشك أن هذا الموقف سوف يفتح أبوابا كثيرة للفتن قد تتجاوز الحكام وتصل إلى الشعوب..حين يطالب الرد القطرى بإبعاد 800 ألف إيرانى من الإمارات او إغلاق السفارات او وقف التعاون الإقتصادى مع إيران فهو يوسع دوائر الانشقاق والصراع ويدخل بها فى علاقات الشعوب فليس بين العرب والشعب الإيرانى اى صراعات ولكنها خلافات فى السياسة والأدوار والأطماع, وحين يؤكد الرد القطرى أن تركيا دولة إسلامية سنية وان وجود قواتها العسكرية فى قطر عمل مشروع ومن حقوق السيادة فهو يغرس كيانا أجنبيا فى قلب الخليج حتى وان كان مسلما .. والأخطر من ذلك أن الرد يطالب دول الخليج بإخراج كل القواعد العسكرية من أراضيها..وهذا يعنى ان قطر لن تفرط فى علاقاتها مع إيران وتركيا حتى لو كان الثمن التضحية بمجلس التعاون الخليجى..

> إن الرد القطرى يؤكد كل ما قيل عن أطماع قطر فى زعامة إقليمية ودور اكبر بكثير من قدراتها وحجمها وان التبعية لتركيا وإيران صورت لها إمكانية تحقيق هذا الحلم..لأن الرد القطرى ليس قطريا فقط إن عليه توقيع تركيا وإيران وهذا يعنى أن مجلس التعاون الخليجى لابد أن يدرك أن قطر كيان اكبر من الدويلة والإمارة الصغيرة بل هو من توابع إيران الشيعية وتركيا السنية وانه وحد كل مذاهب الإسلام على أرضه فى مواجهة الانقسامات الدينية العربية..

> كان اعتراف الرد القطرى بجماعة الإخوان المسلمين كفصيل سياسى إسلامى له مكانته فى العالم شيئا جديدا خاصة حين أكد أن الأمم المتحدة لم تصنف الإخوان كجماعة إرهابية وهذا يعنى أن قطر لن تتراجع عن موقفها فى دعم الإخوان إعلاميا وماليا حتى وصل الأمر الى العنف وحمل السلاح ضد الشعوب العربية الإسلامية..إن قطر بذلك تضع العالم العربى كله أمام كارثة كبرى حين تعترف بشرعية الإخوان رغم كل ما حدث منهم من أعمال عنف ودمار فى سيناء ومصر وليبيا والإمارات وسوريا وفلسطين .فى هذا الرد إدانة صريحة للنظام الحاكم فى قطر أنه يمول الإرهاب الإخوانى فى العالم العربى .. ان هذا يعنى ايضا ان قطر اصبحت دولة الإخوان فى قلب العالم العربى بدعم تركى وحصانة ايرانية وعلى العرب ان يراجعوا المواقف قبل ان تحدث الكارثة.

> حين تحدث الرد القطرى عن الانقسامات الأيدلوجية التى تحاول تشويه صورة الإسلام ذكر العلمانيين والصوفيين معا ووضعهم فى سياق واحد ولاشك أن هذا طرح غريب إذا كان البعض يتصور أن العلمانية ضد الإسلام فلا يعقل أبدا ان تكون الصوفية بكل مذاهبها وأدوارها ضد الإسلام وكيف يقال ذلك عن الصوفية ودورها التاريخى فى نشر الإسلام فى دول افريقيا وآسيا وكل بقاع الدنيا..وأين هؤلاء الصوفيون الذين يحاربون دينهم .. وهل يعقل أن نضع الصوفية بكل ترفعها ويقينها مع عصابة الإخوان المسلمون..إن هذا الخلط يؤكد أن الرد القطرى افتقد الرؤى والأمانة والدقة..

> لاشك أن هناك معركة كبرى تنتظر الأزمة الخليجية هناك أولا مجموعة من المستفيدين من أصحاب المصالح من الدول الغربية فى منطقة الخليج وقد جاء رد الفعل الألماني والفرنسى وكأنه يؤيد موقف قطر رغم كل النتائج التى يمكن أن تترتب على هذه المواقف..وهناك من يضع عينه على الغاز القطرى والأموال المكدسة فى العواصم الأوروبية وهناك من يرى أن دور الخليج العربى انتهى, وعلى العالم أن يعيد توزيع الغنائم فى العالم العربى كله خليجا وشرقا وغربا وعلى الجميع أن ينتظر توزيع سوريا وتقسيم ليبيا وما سيجرى فى اليمن والعراق.

> كانت صيغة الرد القطرى فيها قدر من التعالى تجاوز حدود الندية رغم انه يعلم انه يخاطب الدول العربية الكبرى تاريخا وثقافة ودورا وهو يعلم أيضا وهو يتحدث عن حماية الإسلام أن هذه الدول هى صاحبة التاريخ الحقيقى فى الدفاع عن الإسلام فى السعودية الأماكن المقدسة وفى مصر أزهرها الشريف وغياب هذه الحقائق عن كتبة الرد القطرى افقدوا الرد الكثير من المصداقية .. ليست قطر التى تتحدث باسم الإسلام فليس لها تاريخ معه ولن يكون ولا اعتقد أن دويلة قطر يمكن أن يصدقها احد حين تتحدث عن الإسلام أو أن رعايتها لجماعات الإرهاب يمكن أن توفر له قدرا من التواجد إن كل ما لدى قطر أموال تشترى بها المرتزقة من رجال الدين والإعلاميين وتجارة السلاح ولو جمعت على أرضها كل الإرهابيين من العالم فلن يضيفوا لها غير العار والإدانة..إن حديث قطر عن دورها الإسلامى وحرصها على هذا الدور ودفاعها عن قناة الجزيرة كان ينبغى أن يعترف بدور هذه القناة فى إشعال الفتن فى العالم الإسلامى فى احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان وعلاقتها بالجماعات الإرهابية فى العالم..

> إن اللغز الخطير فى أزمة قطر ومجلس التعاون الخليجى هو موقف أمريكا الذى يزداد غموضا كل يوم إنها تلعب دور الوسيط ولكنها لم تقرر بعد مع اى الأطراف ستكون.. إنها كانت تستطيع من البداية أن تضع حدودا لموقف قطر مع أربع دول عربية كبرى.. وكانت تستطيع أن تطلب منها الإذعان لمطالب هذه الدول خاصة أن لدى أمريكا ومؤسساتها الأمنية ما يؤكد أن قطر قامت بتمويل الإرهاب فى مصر والإمارات وليبيا واليمن وإنها قدمت صفقات السلاح فى سوريا وتستطيع امريكا أن تكشف عن التحويلات المالية التى قامت بها قطر لتمويل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وليبيا وأن مصادر الأرقام الأمريكية تؤكد أن قطر أنفقت 65 مليار دولار فى تمويل أنشطة الإرهاب فى العالم..إن الموقف الأمريكى فى هذه الأزمة يضع جميع الأطراف فى حيرة, خاصة العلاقات المتعددة والمميزة بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جانب والإدارة الأمريكية من جانب آخر..

إن الشىء المؤكد أن الأزمة تزداد تعقيدا وأن قطر وضعت العالم العربى فى موقف صعب وقسمته ما بين ايران وتركيا والغرب وقررت أن تهدم هذا الكيان السياسى والاقتصادى وهو مجلس التعاون الخليجى وربما تكون سببا فى نهاية الكيان الأكبر وهو جامعة الدول العربية..

نحن الآن أمام عدة احتمالات

> ان تزداد حدة الانقسامات بين العواصم العربية فمازالت هناك دول عربية لم توافق على حصار قطر وقطع العلاقات معها ومنها الكويت وعمان وقد تنضم دول عربية أخرى من خارج مجلس التعاون وتؤيد الموقف القطرى.

> أن تقرر دول مجلس التعاون الخليجى طرد قطر من المجلس بكل ما يترتب على ذلك القرار من الإنقسامات والشىء المؤكد ان دولا عربية اخرى سوف تنضم الى هذه المقاطعة امام الرد القطرى الذى كشف للعرب حقائق كثيرة عن التعاون المشبوه بين قطر وايران وتركيا.

> أن تفرض مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبقية الدول العربية التى اتخذت موقفا ضد قطر على المؤسسات والشركات العالمية التى تتعاون معها فى وقف تعاملاتها ومشروعاتها تماما مع قطر, خاصة أن عددا كبيرا من هذه الشركات يعمل فى مشروعات كأس العالم المقرر إقامته فى عام 2022 فى الدوحة او إلغاء المونديال بالكامل فى قطر.

> فى العالم العربى الآن جيوش أمريكية وتركية وإيرانية وروسية وهناك سفن وحاملات طائرات تجوب البحار وقد تنطلق قذيفة هنا أو هناك ونجد أنفسنا أمام كارثة اكبر.

> لاشك أن الرد القطرى خيب الآمال كان ينقصه شىء من الحكمة والتواضع ومشاعر الأخوة بين دول الخليج وهى عائلات وقبائل تدرك أقدار نفسها..ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.

> إن الرد القطرى لم يكن قطرى الهوى عربى الأصول ولكنه رد تركى يحمل أطماع الدولة العثمانية فى عباءة الإخوان ويضع إيران فى أول القائمة قبل العرب وثوابتهم وقبل ذلك كله هو يعلن عن حلف جديد يقام على دويلة عربية صغيرة تسمى قطر وقل على العروبة السلام.

> إذا كان هذا هو رد حكومة قطر فلم يسمع العالم بعد ردا من الشعب القطرى الذى يعتز بعروبته ويقدس دينه ويرفض كل المؤامرات التى تورطت فيها الاسرة الحاكمة ضد أمتها ودينها.

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد القطرى  ودول الخليج  والفتنة الكبرى الرد القطرى  ودول الخليج  والفتنة الكبرى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 02:31 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

طريقة عمل اللازانيا باللحمة المفرومة

GMT 00:00 2023 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كولر يدرس تصعيد شباب الأهلي بعد تألقهم مع منتخب الشباب

GMT 02:52 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تبهر متابعيها بـ إطلالة جديدة

GMT 02:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مسعود أوزيل يغادر لندن للانضمام إلى صفوف فناربخشة التركي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة لا ينبغي تقديمها للأطفال في فصل الشتاء تعرّفي عليها

GMT 02:48 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على السيرة الذاتية للفنانة عبير بيبرس

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء

GMT 00:30 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شقيق جيجي حديد وبيلا حديد ينافسهما في مجال عرض الأزياء

GMT 10:43 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة صينية ترتدي فستان زفاف ساحرًا من مئات الطبقات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon