بقلم : فاروق جويدة
هناك أخطاء جسيمة فى إعلانات الفضائيات فى شهر رمضان هذا العام.. لقد أفسدت الإعلانات كل جوانب الفن والمتعة، وكانت على حساب عدد كبير من الفنانين ونجوم السينما والغناء الذين تورطوا فى هذه المهزلة..
< لقد أساءت الإعلانات لجميع المسلسلات سواء كانت للنجوم الكبار أو الأجيال الجديدة، حيث وقف المشاهد حائرا بين دقائق يشاهدها من المسلسل وأحداثه وبين وصلات رقص وصخب وضجيج مع الإعلانات، حتى إن الإنسان ينسى تماما أحداث المسلسل وما يجرى فيه بل أن المسلسلات تداخلت فى بعضها من حيث الأحداث والإعلانات..
< لا أجد مبرراً لوصلات الرقص بحيث يشعر الإنسان انه يشاهد إحدى قنوات الرقص والملاهى وليس الدراما، وفى مشاهد غريبة يختلط الرقص بالغناء ثم ينتقل إلى الضرب والقتل والدماء فى أحداث المسلسل..
< لا شك أن الفنانين الكبار الذين يشاركون فى هذه الإعلانات قد خسروا كثيرا رغم المبالغ المالية التى حصلوا عليها لأن المال لا يعوض قيمة الفنان ومكانته فى قلوب الناس..
< لقد أطاحت لعنة المال بالفنانين والإعلانات والمسلسلات وكانت الخسارة على الجميع فنا وتأثيرا ومكانة..
< لا اعتقد أن شيئا من هذه الإعمال يستحق البقاء، فى زمان مضى كان الفنان يقدم مسلسلا واحدا يعيش عليه ويصنع منه تاريخا، ولكن كل هذه المسلسلات التى ضاعت أحداثها وأشخاصها فى زحمة الإعلانات لن يذكر الناس منها شيئا..
< لا أجد مبرراً لكل هذا العنف على الشاشات ولا اعتقد أن الحياة فى حاجة إلى المزيد من أنهار الدم لأن ما حولنا يكفى ولأن نشرات الأخبار تحمل لنا آلاف الكوارث التى تدور فى العالم العربي..
< لا أتصور أن يقدم الفنان مسلسلا دراميا ثم يقدم فى نفس الوقت إعلانا أو أكثر يملأ الشاشات، إن اختلاط الدراما بالإعلان خطأ فادح لأن المشاهد يسأل أحيانا هل ما يراه إعلان ام مسلسل ويظل حائرا حتى آخر الشهر الكريم فينسى الاثنين معا..
< المال افسد الفن هذه حقيقة لا خلاف عليها، أعمال درامية سريعة بلا قيمة فنية، وإعلانات أربكت كل شىء ومشاهد مسكين يجلس حائرا وهو يتساءل ماذا بعد؟
نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع