بقلم - فاروق جويدة
ثلاثة أشياء كانت سببا فى حالة من الحزن والألم فى الشارع المصرى مع الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك .. أول هذه الأشياء أن يعلم المواطن أن هذا الهزل الذى يشاهده كل ليلة على الشاشات قد تكلف أكثر من 2 مليار جنيه والمواطن المصرى على حق لأن مستوى الأعمال ضعيف للغاية نصوصا وأداء وقيمة .. وكان من الأفضل اختصار كل هذه المسلسلات فى خمسة أعمال جادة ومحترمة كما كان يحدث يوما مع الهجان وليالى الحلمية ولن أعيش فى جلباب أبى، إلا أن مسلسلات هذا العام كانت سببا فى حالة من الصخب ضاعت فيها الأعمال الجادة وسط 40 مسلسلا اخذت ملايين الجنيهات والدولارات..الأزمة الثانية التى يعيشها المصريون فى رمضان هى مسلسل الشحاتة الذى يطارد الناس طوال اليوم حين يذهبوا إلى نومهم وهم غير قادرين على التفكير..إن صور الأطفال المرضى وحالات البكاء والنحيب تنقل الناس إلى حالة من الفزع والخوف.. لقد خلقت هذه الإعلانات حالة من الكآبة فى كل بيت مصرى لا احد يرفض الأعمال الخيرية وتشجيع الناس على هذه الأعمال ولكن الصورة التى نراها على الشاشات لا تدعو للرحمة ولا تشجع على فعل الخير، إنها هجمات ليلية على الناس تحت دعاوى الأنشطة الأهلية وجمعيات المجتمع المدنى .. الأزمة الثالثة التى يعيشها المصريون طوال شهر رمضان هى القصور والفيلات والأطعمة رغم أن الحكومة وضعت قيودا صارمة على موائد الرحمن وطلبت من فاعلى الخير أن يحصلوا على موافقة مسبقة لإقامة هذه الموائد .. هذه الثلاثية المفجعة ما بين جرائم وشتائم وملايين المسلسلات .. وصور الأطفال المرضى ومسلسل الشحاتة .. وإعلانات الفيلات والقصور والأطعمة بينما هناك الملايين الذى يصرخون كل يوم من هوجة الأسعار .. الإعلام المصرى يصدر الكآبة للناس وينتقل بهم فى أحداث هزلية وأعمال درامية ساقطة وهذا الكم الرهيب من الألفاظ والشتائم بالأم والأب وكل أفراد الأسرة .. وسط هذا كله لا يوجد عمل فنى يتحدث عن الأخلاق والضمير ويوقظ فينا شيئا جميلا كان يسمى الرحمة.