بقلم - فاروق جويدة
كنت دائما أحاول أن أواجه ما يستجد بين مصر والسودان من الأزمات وكنت أرى دائما ان مسئوليتنا أن نحاصر النيران قبل أن تنتشر وأن نراجع أنفسنا قبل أن نطلق التصريحات هنا وهناك وكنت اعلم أن مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تدرك الأهمية الكبيرة للعلاقات بين البلدين وأن هناك عهودا مضت أساءت لهذه العلاقات رغم أن الجميع هنا وهناك يعلم أهمية هذه العلاقات بالنسبة للبلدين .. فى الشهور الأخيرة انطلقت تصريحات توشك أن تفسد العلاقات المصرية ـ السودانية رغم أن الشعب السودانى يدرك أهمية مصر.. والمصريون على يقين أن السودان هو السودان العمق والتاريخ والأمن والأخوة .. لاشك أن هناك أيادى كثيرة تعبث فى العالم العربى وهناك أموال ضخمة وأيضا مؤامرات كثيرة وكان ينبغى أن ندرك أن العلاقات المصرية ـ السودانية من أهم الروابط التى تجمع الشعبين فى العالم العربى .. إن السودان دولة كبيرة حتى وإن خسرت نصفها الجنوبى وفى السودان مستقبل كبير للاستثمار والإنتاج والزراعة .. وليس نهر النيل فقط هو الذى يجمعنا.. إن فى مصر ملايين السودانيين الذين يعيشون منذ سنوات بعيدة وهناك تداخل سكانى بين جنوب مصر وشمال السودان ولكن السياسة والأيادى الخفية تلعب من حين لآخر فى هذه العلاقات رغم أن كل الأشياء يمكن أن تعالج بالمنطق والحوار والنوايا الطيبة.. اننى هنا أتساءل: أين العقلاء فى البلدين لكى يتوقف هذا التراشق الإعلامى الذى يزيد الأمور توترا؟! ولماذا لا يتوقف أصحاب القرار عن التصريحات النارية التى تشعل الأزمات؟!.. إن الإعلام شريك فيما يحدث من ألازمات ولكن المؤكد أن هناك أصواتا عاقلة فى البلدين يجب أن تحدد مواقفها وتكون أكثر حرصا على مستقبل الشعبين .. هناك عنتريات غريبة تجىء فى صورة قرارات بمنع استيراد السلع أو إعادة تأشيرات الدخول أو وقف التعاملات التجارية وهذه إجراءات تضر بالبلدين وليست حلا للازمات والمشاكل .. اقرب الطرق لمواجهة حالة التوتر فى العلاقات أن تجتمع سلطة القرار هنا وهناك وتسوى كل شىء حتى لا تترك فرصة لأصحاب المؤامرات والخطط المشبوهة.