بقلم : فاروق جويدة
لم يكن أحد يتصور أن تكون الطرق الجديدة سببا فى زيادة حوادث المرور ولكن السرعة المجنونة وصلت بنا إلى أعداد ضخمة من الضحايا الذين سقطوا بالآلاف على الاسفلت والسبب معروف لدينا وهو جنون السرعة.. على الطرق السريعة الجديدة تجرى السيارات بصورة مجنونة وتكون النتيجة ما نراه الآن على الصحف وشاشات التلفزيون كل ليلة.. ورغم أن وزارة الداخلية تضع الضمانات التى تحدد السرعة فى كل طريق إلا انه لا أحد ينفذ التعليمات ويلتزم بهذه الضوابط، ان ضحايا حوادث الطرق الآن يمثلون الرقم واحد فى سلسلة حوادث المرور فى مصر.. هناك سبب آخر يساعد على انتشار هذه الكارثة وهى المخدرات والأرقام التى تذاع حول هذه الظاهرة التى تجاوزت كل الحسابات لأن تعاطى المخدرات فى مصر الآن يبدأ من سن العاشرة كما تؤكد آخر التقديرات.. وعلى الطرق السريعة فى الدلتا والصعيد تنتشر مافيا المخدرات وتجد الأوكار فى كل مكان حيث تتوقف السيارات ويحصل المسافرون على كل شىء فى الطريق العام.. وهناك ارتباط وثيق بين السرعة والمخدرات لأن السائق لا يتحكم فى السيارة التى يقودها رغم أن وزارة الداخلية تستعين الآن بأجهزة حديثة فى الرقابة والإضاءة ومفارق الطرق إلا أن جنون السرعة يضرب كل هذه الأساليب الحديثة.. إن قانون المرور الجديد يضع ضوابط كثيرة لقيادة السيارات ولكن ماذا نفعل مع سيارات النقل وهى تترنح على الطرق دون وعى أو مسئولية.. إن حوادث الطرق أصبحت واحدة من أخطر الجرائم التى تهدد حياة الإنسان المصرى وهى لا تقتصر على الطرق الطويلة السريعة ولكنها تحدث فى قلب العاصمة وعلى طرق صغيرة داخل المدن.. هل هو الوعى الغائب ام هو الانفلات الذى جعل الأسرة تترك قيادة السيارة للأطفال أم هى الميكروباصات التى يقودها الأطفال صغار السن.. لقد اتسعت الطرق وزاد عددها وشملت كل أرجاء المحروسة ولكن مع غياب الوعى وانتشار المخدرات والأعمار الصغيرة ازدادت الأزمة تعقيدا وأصبحنا نعيش محنة قاسية اسمها ضحايا الطرق.
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع