بقلم : فاروق جويدة
تعجب الكثيرون غيرى أن يقف رئيس إحدى الجمعيات الأهلية الكبرى أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب ويقول لا يوجد فى مصر فقراء..من حيث المبدأ هذه أمنية مائة مليون مصرى ألا يوجد فقير واحد بينهم.. وهذه أيضا أمنية العالم كله أن يتخلص من مأساة الفقر وصدق سيدنا على كرم الله وجهه حين قال لو كان الفقر رجلا لقتلته..لا شك أنها مبالغة رقيقة من رئيس الجمعية ولكن لا ينبغى أبدا أن نغالط الحقيقة أمام رئيس الدولة خاصة أن الرئيس السيسى يعرف جيدا نسبة الفقر بين المصريين وهى ليست قليلة ولكن للأسف مثل هذه المواقف تعود بنا إلى أزمنة رحلت حين كانت المغالطات فى كل شىء تسيطر على سلطة القرار وتجد من يدافع عنها.. حكى لى الصديق الراحل منصور حسن رحمه الله وهو من أفضل من تولى المسئولية فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات انه كان يتابع نتائج أحد الاستفتاءات وكان يجلس مع الرئيس فى قريته ميت أبو الكوم حين دخل وزير الداخلية النبوى إسماعيل ليزف للرئيس نتيجة الاستفتاء ويومها أكد أن النسبة 98 فى المائة فما كان من منصور حسن إلا أن قال سيادة الرئيس نخفض النسبة شوية ونخليها حاجة وسبعين فى المائة وهنا أتجه النبوى إسماعيل ناحية منصور حسن وقال غاضبا منصور بك عايزنى ازور..ويبدو أن هذا الموقف كان آخر عهد منصور حسن بالوزارة فى عهد الرئيس السادات فقد اختفى عن المشهد وإن بقى فى ذاكرة الكثيرين الذين قدروا دوره فى سلطة القرار..
إن المبالغة فى الأشياء حتى فى النفاق أو مغالطة الحقيقة يجب أن تكون لها حدود خاصة إذا كان الحديث أمام سلطة مسئولة تعرف كل شىء ولديها كل صغيرة وكبيرة عن أحوال الناس..
مازالت الأمم المتحدة تتحدث عن نسبة الفقر فى العالم وأن 5% فقط من سكان العالم ينعمون بالرخاء بينما هناك مئات الملايين الذين يعيشون تحت خط الفقر..إنها أمنية قديمة ألا يوجد فى أرض المحروسة إنسان واحد فقير وتنتهى مأساة الفقر فى كل القرى والمدن والنجوع..الدقة فى الكلام مطلوبة.
نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع