بقلم : فاروق جويدة
الجيش المصرى والشرطة يحاربان الإرهاب فى سيناء فى عملية عسكرية ضخمة هدفها وضع نهاية لهذه المحنة التى عاشتها مصر ودفعت ثمنها غاليا وكلفتها الكثير من المال والدماء والأمن والاستقرار.. المصريون فى الوادى يتابعون ما يحدث فى سيناء .. على جانب اخر هناك لحظة تاريخية تعيشها مصر لاختيار رئيسها فى فترة رئاسية ثانية .. وفى الصورة تظهر انجازات كبيرة حققها المصريون فى السنوات الأربع الماضية ومع هذا كله اكتشافات الغاز وبرنامج جديد وواعد لتنمية سيناء، وسط كل هذه الأحداث تقتحم حياتنا قصة التعاقد مع احد نجوم كرة القدم وما بين بقاء اللاعب فى ناديه وانتقاله إلى ناد منافس أو سفره للعب خارج مصر، انتقل الإعلام المصرى بكل صحفه وقنواته وفضائياته ومراسليه لكى يتتبع أخبار هذا اللاعب بحيث احتل اكبر مساحة على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية وانا هنا لا اقلل من أهمية كرة القدم أو قدرات وتميز اللاعب فهو لاعب موهوب ولكننى أوضح إلى أى مدى وصلت السطحية والسذاجة بالإعلام المصرى الذى نسى دماء الشهداء التى مازالت تنزف فى سيناء والحرب الضارية التى يخوضها الجيش والشرطة وعشرات المشروعات الكبرى التى يجرى بناؤها وانتخابات رئاسية يجب أن تكون لها أولوية فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر .. وسط هذا كله تسيطر أخبار لاعب على الإعلام المصرى ولو أن مصريا حصل على جائزة نوبل فى أى مجال، ما حدث ذلك فى الإعلام المصرى.. إن تسطيح مفاهيم الناس وإغراقهم فى التفاهات والبعد عن الواقع والتحديات التى يواجهها المجتمع المصرى تطرح تساؤلات كثيرة حول الدور السلبى للإعلام المصرى فى هذه المرحلة حتى وصل الأمر إلى إهمال كامل للقضايا الجادة وتحويل الشاشات إلى معارك ومهاترات وقضايا سطحية .. يكفى ما يقدم الإعلام المصرى من التفاهات فى اغانيه ومسلسلاته وعنترياته وبرامجه وإعلاناته الساذجة.. حتى القضايا الهامة ضاعت فى شراء لاعب أو بيع آخر، إن سطحية الفكر وسذاجة الرؤى هى التى وصلت بالإعلام المصرى إلى هذه الحالة من الانفلات.. والله حرام.
نقلاً عن الآهرام المصرية