بقلم : فاروق جويدة
الإدارة الأمريكية تهدد الآن دول العالم بأنها سوف تمنع عنها المعونات الاقتصادية والعسكرية إذا لم تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتنقل سفاراتها إليها.. إن هذا يعنى أن أمريكا قد جعلت من نفسها حاكما فعليا لهذا العالم بعيدا عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والشرعية الدولية وحقوق الإنسان وكل هذه الدعاوى الجميلة التى عاشت عليها شعوب العالم وكانت ترى فى أمريكا دار العدالة وحقوق الإنسان.. إن أمريكا تهدد بمنع الطعام عن الأطفال الصغار فى دول أفريقيا الفقيرة من اجل عيون إسرائيل إنها تعطى السلاح لإسرائيل لكى تقتل أطفال فلسطين وفى نفس الوقت تهدد شعوبا لا تملك الطعام وليس السلاح بأن تمنع عنها المعونات.. لا اعتقد أن أمريكا فى حاجة لأن تكشف وجهها الحقيقى لأن العالم عانى كثيرا من هذا الوجه وهو ليس بجديد فى عهد الرئيس المقاول ترامب ولكن بوش الابن خرب العراق ونهب ثرواته ودمر افغانستان وقتل أطفاله وقبل ذلك كان التاريخ الأمريكى حافلا بكل هذه الأعمال الإجرامية التى افتقدت الرحمة والعدالة.. إن أمريكا حين تهدد دول العالم بمنع المعونات من اجل إسرائيل وفى قضية تفتقد ابسط قوانين العدالة فى مدينة هى ملك للعالم كله وهو قرار يدين أمريكا بكل تاريخها ومرجعياتها ويضعها فى مصاف العصابات الدولية.. إن المعونات الأمريكية تمثل شيئا بسيطا من الأموال والثروات التى نهبتها من الشعوب الفقيرة ولكن كيف تتحدث أمريكا بعد ذلك عن العدالة وحقوق الإنسان.. إن أكثر ما قدمته من المعونات كان السلاح الأمريكى وهو الذى أشعل الحروب الأهلية.. إن أمريكا لم تقم بمشروعات صناعية أو زراعية فى الدول الفقيرة إن الوجبات الجاهزة والجينز ومسلسلات وأفلام المافيا والقتل هى كل ما قدمت من المعونات والدليل أن الدول الفقيرة التى تعاونت مع أمريكا بقيت على فقرها.. إن الغريب فى الأمر أن القرار الأمريكى بتسليم القدس لإسرائيل يمثل جريمة من جرائم الحرب ضد الإنسانية لأنها حرمت شعبا من أرضه وقدمت أرضا لا تملك شبرا فيها وقبل هذا قدمت السلاح الذى حول العالم إلى غابة يتقاتل فيها البشر.. إنها عدوة للحياة. fgoweda@ahram.org.eg
نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع