بقلم فاروق جويدة
أصبح الإعلام مصدرا من مصادر الفتنة والخلافات بين أبناء المجتمع الواحد, بل انه أصبح سببا فى الكثير من الأزمات التى تواجهها الدولة فى علاقاتها الخارجية, وعندى عشرات الأدلة خاصة ان الدولة قد رفعت يدها تماما واكتفت بأن تنظر إليه من بعيد:
> هناك قضايا كثيرة على درجة من الحساسية يناقشها أشخاص لا علاقة لهم بها ابتداء بالقضايا الدينية وتوابعها من الشتائم والبذاءات والاتهامات ورفع الأحذية ..وهناك تيار يشكك فى عقائد الناس وثوابتهم تحت شعار التجديد وحرية الفكر وهذه مؤامرة مشبوهة فيها أطراف خارجية.
> هناك أخبار كاذبة تتسرب كل يوم عن علاقات مصر الخارجية وقد أساءت كثيرا لعدد من الدول الشقيقة وكان الإعلام المصرى سببا فى تشويه العلاقات بين مصر والدول العربية الشقيقة وهناك قائمة طويلة من الأزمات النى صنعها الإعلام امام غياب المعلومات من مصادرها المسئولة.
> هناك تجاوزات فى متابعة الأحداث وما حدث فى فيلم "العساكر" اكبر دليل على ذلك فقد كان الإعلام المصرى سببا فى مشاهدة الفيلم ولولا هذا ما شاهده احد و الفيلم لا يستحق كل هذه الضجة وقناة الجزيرة لا تستحق كل هذا الاهتمام أمام مائة فضائية مصرية لا تعى مسئولياتها المهنية والوطنية.
> هناك تسطيح متعمد لقضايا المواطنين ومشاكلهم وهم الأحق بالمتابعة أمام ظروف حياتية صعبة ومنها ارتفاع الأسعار والجمارك وتعويم الجنيه والمشروعات الكبرى والديون وكل هذه القضايا تحتاج من الإعلام إلى شرح وتمهيد وتوضيح حتى لا تنزل على رؤوس الناس كالصواعق.
> لم يعد المواطن المصرى يجد نفسه على شاشات الإعلام المصرى إلا أمام مناظرات ساذجة وعنتريات مريبة وملايين تتساقط على المسئولين عن البرامج الذين يتحدثون عن الفقر والفقراء باستخفاف شديد.
> شارك الإعلام فى إشعال أزمة الدولار وفى نشر أخبار كاذبة عن الأسعار والارتفاعات والهبوط وكأنه شريك وطرف فى أسواق العملة.
أمام هذا كله هناك غياب كامل للإعلام المصرى فى الخارج فلا احد يعلم عنا شيئا إلا من خلال الإعلام الأجنبى ولهذا مطلوب قناة تليفزيونية مصرية تخاطب العالم بعيدا عن قنواتنا المحلية وما فيها من تناقضات وسوء تخطيط .