بقلم - فاروق جويدة
دعوات كثيرة تدعو للانفصال وتقسيم أمريكا واستقلال الولايات إلى دويلات صغيرة وقد جاءت ولاية تكساس فى المقدمة حيث أصبح من الممكن فى المستقبل القريب أن تعلن استقلالها عن الإمبراطورية الأمريكية .. إن أمريكا تجنى الآن ثمار أخطائها وهى سيدة العالم وكانت آخر هذه الأخطاء أن تشارك إسرائيل فى مذابح غزة وهذا خطأ تاريخى يتجاوز ما حدت فى هيروشيما وفيتنام وأفغانستان والعراق .. إن مستنقعات الدم التى خاضتها أمريكا وتحمل المواطن الأمريكى ثمنها لا بد أن يكون لها حساب ولن يكون ذلك بعيدا .. إن ولاية تكساس التى تريد الانفصال الآن تمثل شرخا عميقا فى قلب هذا الكيان الضخم الذى يسمى أمريكا وأخطر ما فيه أنه يصيب أمريكا من الداخل وقد يشجع ولايات أخرى على إعلان الانفصال ولا أحد يدرى ماذا يفعل البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون إذا تفككت الولايات الأمريكية وتحولت إلى دويلات صغيرة وهل يمكن أن تلجأ أمريكا إلى استخدام القوة لجمع شتاتها وتجد نفسها أمام حروب أهلية تستعيد معها إبادة الهنود الحمر وعصورها المظلمة .. إن العالم يتحدث الآن عن احتمالات انفصال تكساس ويبدو الخبر بسيطا ولكن إذا حدث فهذه بداية النهاية.. كان أولى بأمريكا أن تعالج قضاياها ومشاكلها الداخلية وتعود إلى حدودها ولكنها تفرغت لإشعال الحرائق فى العالم كله حتى وصلت النيران إليها ووجدت نفسها تواجه أخطاءها التى ارتكبتها فى حق دول العالم والتى كان آخرها جرائمها مع إسرائيل فى غزة وعلى الباغى تدور الدوائر.. إن انفصال تكساس قد يكون بداية انهيار هذا الكيان الضخم، وفى التاريخ قصص كثيرة عن انهيار إمبراطوريات كثيرة كانت تغطى سماء الكون وتحتل مساحات كبيرة من الأرض والبشر وما أكثر الإمبراطوريات الغاربة.