توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجمل أزمنة الحب

  مصر اليوم -

أجمل أزمنة الحب

بقلم فاروق جويدة

سألتنى ما أجمل أزمنة الحب؟
قلت:حين يشعر الإنسان بإنسانيته فلا حب فى وطن فرط فى حقوقه واستباح حقوق الآخرين..فى أزمنة الرقى والترفع تكبر أشجار الحب لأنها تجد من يرعاها والحب مثل كل الأشياء تسرى عليه قوانين الحياة..انه يعطى بسخاء حين يكون العطاء أسلوب حياة..وهو كائن شفاف لا يحتمل عنف الآخرين وقسوتهم..إن القسوة أحيانا تصبح أسلوب حياة تتجسد فى حاكم ظالم وتظهر فى سلوكيات مجتمع فقد الرحمة..وفى قلوب أدمنت الخوف..حين تصير القسوة شيئا طبيعيا فى حياة البشر ينسحب الحب فى هدوء ويختار لنفسه أوطانا أخرى أكثر رحمة وإنسانية..اسمع كثيرا عن قصص حب جامحة ماتت فى لحظة بسبب القسوة..والقسوة لا تعنى الاعتداء بعنف على شخص ما..إن إهدار كرامة الإنسان أسوأ أنواع القسوة..وحرمان الإنسان من حقه فى الفكر والرأى والحوار من أحط أنواع القسوة..وعقاب الأطفال وحرمانهم من ساعة فرح أو لعبة يحبونها اقرب طريق للقسوة..إننا نتخيل أحيانا أن القسوة هى العنف البدنى رغم ان العنف النفسى يترك أشلاء بشر وبقايا إنسان. لا شك ان للحب أزمنة يحلق فيها مثل الطيور حين تهل فى مواسمها..وهناك أزمنة تقتل الحب..وأزمنة تحييه.. والفرق بين زمان يقتل الحب وزمان آخر يحييه، هو الفرق بين الموت والحياة.. فما أكثر الأحياء الموتى وما أكثر الموتى الأحياء.. حين تحب يتغير لون العالم وتتبدل فى عيونك الأشياء.. ان للفرح معنى وللسعادة مذاق وحين تحب تحتوى العالم فى قلبك الصغير وحين يغيب الحب يصغر العالم فى عيوننا ونكاد لا نراه..ومن الخطأ ان تتصور أن الحب امرأة تسافر فى عينيها..الحب مكان تعشقه وعمل يشعرك بآدميتك ووطن لا يبخل عليك بالعيش والكرامة وأسرة كبيرة تجد عندها الأمان فى الشارع والبيت والمقهى وأسرة صغيرة تمنحها سنوات العمر بسخاء وتزرع فى أرضها أشجارا طيبة وصالحة وبعد ذلك كله ما أجمل أن تجد قلبا رقيقا تلقى عليه متاعب رحلتك حيث الأمن والأمان..كلما نظرت للسماء ورأيت العصافير وقد غابت والطيور انسحبت ورأيت الأتربة تغطى أوراق الأشجار الحزينة أشعر ان الحب يعيش أزمة فقيرة وانه يبحث عن منقذ أمام أشباح القبح وأشلاء الجمال. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجمل أزمنة الحب أجمل أزمنة الحب



GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

بايدن خارج السباق

GMT 23:58 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دار المحفوظات

GMT 00:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

على أبواب مكة

GMT 22:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السقوط

GMT 23:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شعوب تستحق الحياة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon