بقلم فاروق جويدة
بالغ السادة الوزراء كثيرا فى الظهور على الفضائيات حتى ان البعض منهم اعتقد ان البقاء فى المنصب لا يحتاج جهدا ولا عملا وكل ما فى الأمر ساعات يقضيها على الشاشات أو فى الصحف والمجلات .. بعض الوزراء يظهر فى الإعلام بصورة تدعو للشك هل هذه إعلانات مدفوعة الثمن ام أخبار عادية ام أن هناك احتمالًا ثالثًا.. ومن هنا كانت توجيهات رئاسة الجمهورية للوزراء بعدم الظهور على الفضائيات وفى تقديرى انه قرار حكيم لأسباب كثيرة.. ان القرار سوف يمنع المنافسة بين الوزراء للظهور الاعلامى وسوف يوفر على الحكومة مخاطر التعارض فى تصريحات الوزراء وقد حدثت كوارث بسبب ذلك من أخطرها ما حدث حول أزمة الدولار وتعويم الجنيه وتصريحات الوزراء فى ذلك .. ان السادة الوزراء بعد هذا التوجيه سوف يوفرون جهدهم من أجل إنهاء مصالح الناس والذهاب إلى مكاتبهم لأن التسجيل فى برنامج واحد يحتاج ساعتين ذهابا إلى الاستديو فى مدينة الإنتاج الإعلامى وساعتين للعودة وثلاث ساعات ما بين الإعداد والتسجيل والظهور على الشاشة اى ان الحديث الواحد يحتاج إلى سبع ساعات ولا اعتقد ان الوزير بعد ذلك سيكون قادراً على انجاز اى شىء.. لقد كانت تصريحات بعض الوزراء سببا فى أزمات كثيرة حدث هذا فى سعر الدولار وفى أسعار السكر والأرز وأسعار السلع الأخرى والحديث عن قضايا الدعم وتخفيض سعر صرف الجنيه وكان هناك أكثر من رأى بين الوزراء مما أدى إلى حالة من الارتباك فى الاسواق .. هذا التوجيه سوف يعطى الفضائيات فرصة للإجادة وتغطية الأخبار والأحداث بصورة أفضل صحيح انه سوف يحرم المواطنين من مشاهدة المسئولين كل ليلة ولكن الصالح العام يتطلب بعض الغياب..لقد حرصت الفضائيات على ان تكون دائما صوتا للمسئولين ومنبرا لتصريحاتهم وابتعدت تماما عن الشارع المصرى بكل مشاكله وقضاياه وقد جاء الوقت ان تعود هذه الفضائيات مرة أخرى إلى قضايا الناس ومشاكلهم.. هذا التوجيه جاء متاخرا لأن أحاديث السادة الوزراء تجاوزت كل الحدود خاصة ان بعضها تعرض لموضوعات الطبخ والطعام والملابس وكأننا فى عرض أزياء.