بقلم : فاروق جويدة
قالت:أخطأت حين اخترت رجلا متزوجا وكنت الزوجة الثانية.. كانت أمامى تجارب نجحت فيها جارتى وزميلتى فى العمل..وكل واحدة عاشت حياتها بين الأحلام والسعادة تحقق بعضها والبعض الآخر تعثر ولكن الحياة سارت بهما..لا أدرى لماذا فشلت تجربتى فى أن أكون الزوجة الثانية وان أكمل المشوار مع رجل أحبه..لم يكن رجلا كبيرا فى السن ولم يكن ثريا وأيضا لم يكن رومانسيا كما حلمت يوما ولكنه زميلى فى العمل ومتزوج منذ سنوات وتخطى الخمسين عاما بمسافة قصيرة..أما أنا لم أتزوج وكانت عندى أحلام كثيرة فى صورة الفارس الذى يخطفنى على حصان ابيض..عدت إلى بيت أبى كما خرجت ولم اعرف حتى الآن أسباب فشلى..هل سوء اختيار أم سوء التوقيت..أم هو النصيب..
قلت:ليس من الضرورى أن ننجح فى شىء نجح فيه الآخرون لأن الظروف تختلف ولأن طبيعة كل إنسان تختلف..إن نجاح زميلاتك فى الزواج برجل متزوج ليس مقياسا وأنا شخصيا اعتقد أن الزوجة الثانية خاسرة فى كل الحالات إلا إذا كانت هناك أسباب جوهرية وراء فشل الزواج الأول..إن الإنسان لا يستطيع أن يلغى سنوات عمره وشبابه والأيام الأولى التى عاشها كقصة حب أخذت جزء عزيزا من حياته..لا شك أن للزوجة الأولى مشاعر خاصة..وفرحة خاصة وكيمياء بين شخصين لا يمكن أبدا نسيانها ببساطة..إن لهفة الزوجة الثانية سرعان ما تتبدد أمام شىء نسميه العشرة والاعتياد والخوف واللهفة وهى أشياء تسكننا وتفرض وصايتها علينا..قد تقتحم حياة الرجل وهو متزوج امرأة أخرى لكنها لا يمكن أن تحتل نفس المكانة التى أخذتها الزوجة الأولى بسنوات العمر والعشرة..بعض الناس يسخر من حكاية العشرة وأنها لا تعنى شيئا فى العلاقات الإنسانية وأقول إن العشرة هى آخر ما يبقى بين البشر بعد أن تتساقط الأيام وتتغير الملامح وتختفى من الوجوه مواكب النضارة والجمال..والمرأة لديها استعداد أن تشارك الرجل رحلة خريفه ولكن الرجل يتصور انه قادر على صناعة ربيع جديد.. وللأسف إن الربيع مزيف وإن الخريف هو الحقيقة الوحيدة الثابتة عندما تشيخ الأيام..لا أؤمن بتجارب الحب المتناقضة لأن التوافق آخر ما يبقى للمحبين.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع