توقيت القاهرة المحلي 03:02:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأراضى الزراعية لا تعوض

  مصر اليوم -

الأراضى الزراعية لا تعوض

بقلم - فاروق جويدة

طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الحكومة أن تضع ضوابط لحماية الأراضي الزراعية من الاعتداءات الصارخة عليها فى عمليات البناء.. ولاشك أن القضية قديمة وقد أهملتها الحكومات السابقة وكانت من خطايا أزمنة رحلت وإن بقيت حتى الآن بلا حل أو حماية.. هناك مساحات ضخمة من الأراضي الزراعية التى تحولت إلى كتل خرسانية وللأسف الشديد إننا لم نخسر الأرض فقط ولكن خسرنا معها إنتاجا زراعيا كان يغطى احتياجات محافظات كثيرة.. كانت القاهرة تجد احتياجاتها فى مزارع الهرم وحلوان وشبرا والمهندسين وكانت هذه المساحات تزرع الخضار والفاكهة ولكن الخرسانات اقتطعت من هذه الأراضي مساحات كبيرة.. كان الأخطر من ذلك أن هذه المناطق كانت بداية ظهور العشوائيات بكل ما حملت من الأمراض الاجتماعية والأخلاقية وللأسف الشديد لجأت الحكومات إلى سياسات خاطئة حين حرمت هذه المناطق من جميع الخدمات بما فى ذلك الكهرباء والصرف الصحى والمياه وتحولت مناطق كثيرة فى العشوائيات إلى أوكار للجرائم والمخدرات ولم تستطع الحكومات السابقة أن توفر الأمن والاستقرار لسكان العشوائيات وهنا أتاحت فرصة لحشود الإرهاب التى تغلغلت فى هذه الأماكن ونشرت الفكر المتطرف الذى مازلنا نعانيه حتى الآن.. إن العدوان على الأراضي الزراعية وهى جزء أصيل من ثروة مصر الحقيقية لم يكن جريمة اقتصادية واجتماعية فحسب ولكنها جريمة فكرية وثقافية لأن انتشار العشوائيات حمل معه مخاطر أخرى غير تهديد الأمن والاستقرار.. لا أحد يعرف حجم الأراضي الزراعية التى خسرتها مصر فى السنوات الماضية وإن كان البعض يصل بها إلى ملايين الأفدنة خاصة أن مساحة الأراضي الزراعية كانت محدودة للغاية ولا تغطى احتياجات المصريين من الحاصلات الزراعية.. إن على الحكومة الآن تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى أن تناقش أولا حجم المساحات التى ضاعت وما بقى من الأراضي الزراعية وأن تضع الضوابط التى تجرم العدوان على ما بقى لنا من المساحة الخضراء.. كانت الأراضي الزراعية لا تقدر بثمن وفى زحام المنشآت خسرنا أفضل ما لدينا منها خاصة تلك المزارع التى كانت تحيط بالمدن الرئيسية وتحولت إلى أوكار للعشوائيات..

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأراضى الزراعية لا تعوض الأراضى الزراعية لا تعوض



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon