بقلم - فاروق جويدة
يتابع المصريون بتقدير شديد رحلات الإمام الأكبر د.احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الدول الإسلامية ودول أوروبا. فقد زار أخيرا اندونيسيا للمرة الثانية فى عام واحد كما زار سنغافورة وقبل ذلك كانت له زيارات ناجحة إلى فرنسا والمانيا والفاتيكان والشيشان. وفى كل هذه الزيارات كان الاستقبال حافلا للإمام الأكبر على المستوى الشعبى والرسمى وكان الإمام حريصا فى كل هذه اللقاءات على أن يشرح ويوضح أمام العالم روح الإسلام الحقيقية فى التسامح والتكافل والحوار مع الآخر.. وكانت إجاباته عن كل التساؤلات التى تخص العقيدة الإسلامية مقنعة تدل على فكر مستنير وعقيدة راسخة وإيمان حقيقى وحين يؤكد هل يعقل أن الإسلام الذى سمح للمسلم بأن يتزوج مسيحية هل يمنعه من أن يصافح المسيحى ويهنئه بالعيد كما يدعى المتطرفون من أصحاب الفكر المريض وحين يؤكد فضيلته أن الأزهر هو مصدر الوسطية فى الإسلام وانه لا يوجد إرهابى واحد تخرج فى جامعة الأزهر ودرس فيها وأن الإسلام الحقيقى دعوة لله بالتسامح والإقناع وأن حالة الإسلامو فوبيا التى تنتشر فى الغرب لا تقوم على أسس من الوعى والفهم لحقيقة الإسلام .. إن رحلات الإمام الأكبر إلى العالم الخارجى شىء مطلوب ودعوة الرموز الفكرية والدينية فى العالم لزيارة مصر تعنى الكثير فى قضية الحوار مع الآخر.. إن فتح أبواب الحوار فى كل القضايا أصبح مهمة ضرورية فى وقت يتعرض فيه الإسلام لمعارك طاحنة تحت شعارات مختلفة والغريب فى الأمر أن الأزهر وهو يقوم بهذا الدور على مستوى الدول والشعوب خارجيا يواجه فى الداخل حربا شرسة تحت دعاوى كثيرة حتى إن البعض يطالب بإلغاء التعليم الدينى رغم أن هناك جامعات وكليات عالمية تخصصت فى دراسات الأديان جميعا ويقبل على هذه الدراسات ملايين الطلاب من كل بلاد العالم، إن الأزهر ليس فقط مؤسسة علمية دينية عريقة ولكنه صرح من الصروح التى قامت عليها الدعوة الإسلامية الصحيحة وهناك آلاف الطلاب من كل دول العالم الذين يدرسون الإسلام الحقيقى بين أروقته وكلياته.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع