بقلم فاروق جويدة
لا يستطيع احد ان ينكر ان العالم العربى كان حقل تجارب فى الحروب التى شهدتها الدول العربية فى السنوات الأخيرة.. فى كل يوم كانت حشود الغزو تعلن انواعا جديدة من الأسلحة الروسية والأمريكية والأوروبية تم استخدامها فى قتل مئات الالاف..هناك انواع جديدة من الطائرات والقنابل والصواريخ دمرت عشرات المدن العربية حتى ان البعض يشبه ما حدث فى سوريا وليبيا والعراق واليمن بما حدث فى العواصم الأوروبية فى الحرب العالمية الثانية وهناك من يؤكد استخدام انواع جديدة من القنابل التى تحتوى على اشعة نووية..لم تكن التجارب فى انواع السلاح فقط ولكن هناك ايضا خبرات جديدة فى القتل والتدمير اكتسبتها حشود القوات الأجنبية فى العواصم العربية ومنها حرب الصحراء فى ليبيا وحرب المدن فى سوريا والعراق والجبال فى اليمن.. لقد أدخلت صناعة السلاح انواعا جديدة خلال السنوات الماضية، حيث استخدمت روسيا فى سوريا انواعا جديدة من الصواريخ واستخدمت امريكا فى العراق الليزر فى المعارك وكانت هذه الحروب فرصة لاختبار قدرات الجيوش الغازية. ان تدمير العواصم العربية بهذه الصورة الوحشية وقتل آلاف البشر وبيع الأعضاء البشرية للضحايا كلها جرائم حرب ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولى ولكن من يحاسب ومن يعاقب إذا كنا أمام مافيا تتخفى فى حقوق الإنسان .. ان الجيوش الأجنبية التى تجرب قدراتها الآن فى العالم العربى ترتكب واحدة من اكبر جرائم الحرب فى العصر الحديث ولأن معظم ما حدث من دمار تم بعيدا عن الإعلام، حيث تهدمت البيوت على اصحابها فلا مجال للحساب الآن ولكن الشىء المؤكد ان للتاريخ حسابات اخرى حين تتكشف حقائق ما حدث فى المدن العربية ومنها ما تم تدميره بالكامل.. ولم يكن غريبا وسط هذا الدمار ان يعلن الرئيس بوتين ان القوات الروسية اكتسبت خبرات كثيرة من حربها فى سوريا .. انه عار علينا جميعا ان تكون شعوبنا دروسا فى القتل والهدم والدمار وبعد ان كنا نستورد من الغرب السلاح لنحمى اراضينا جاء الغرب إلينا بترساناته لكى يجرب فينا احدث وسائل القتل فى العصر الحديث .