بقلم - فاروق جويدة
رغم أن الحكومة الآن تكاد تسيطر تماما على وسائل الإعلام الحكومية والخاصة إلا أن التنسيق غائب تماما فى دور الإعلام لمساندة الحكومة، ثلاث قضايا بها ثلاثة موضوعات على درجة من الحساسية كان ينبغى أن يمهد لها الإعلام ولكن غابت الحكومة وغاب الإعلام.. فى قضية التعليم كان ينبغى أن تخرج على الشعب النخبة التى وضعت البرامج لتشرح للمواطنين ما هو الهدف وما هى خطة إنقاذ التعليم فى مصر من السنوات العجاف وقد طالت ولكن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى تصدى للقضية ووقف وحيدا يدافع عن أفكاره وهى لا ينبغى أن تكون أفكار شخص حتى لو كان وزيرا ولكن ينبغى أن يعرف الشعب كل ما دار فى كواليس إعداد هذه الخطة خاصة أننا عانينا كثيرا من خطط وزراء سابقين وصلت بالتعليم إلى ما هو عليه الآن.. القضية الثانية هى تذاكر المترو وقد هبطت على المواطنين دون تمهيد أو إنذار وكأن الحكومة تعيش فى وادٍ والشعب فى وادٍ آخر كان ينبغى أن يشرح الإعلام للمواطنين بالأرقام عمليات إعادة بناء وتجديد هذا المرفق الهام بحيث يشعر المواطن أن الحكومة ليست فى وادى أخر وحين هبطت الأسعار الجديدة على الناس انطلق الإعلام يبرر وهناك فرق بين تبرير القرار وإقناع المواطن بضرورة هذا القرار وكانت الصدمة شديدة على الناس وخرجوا غاضبين.. القضية الثالثة التى لم يمهد لها احد لا إعلاميا أو حتى إنسانيا هى زراعة الأرز فى مصر ونحن نعلم أن الأرز أهم من القمح فى البيت المصرى خاصة فى الريف ولهذا كان ينبغى أيضا أن يمهد الإعلام لقرارات الحكومة قبل أن يشعر المواطن أن الحكومة لا تهتم كثيرا بطلباته وضرورات حياته والأخطر من ذلك أن الفلاح الذى حرمته الحكومة من زراعة الأرز يشاهد كل ليلة آلاف الإعلانات عن المنتجعات الجديدة والمياه تجرى فى مساحات شاسعة من الجولف وحمامات السباحة والمياه الضائعة فى متاهات الإسراف والإسفاف.. قضايا كثيرة وخطيرة غاب فيها صوت الحكومة ولم يكن الإعلام على قدر مسئولية القرار رغم أننا نعلم أن الإعلام أصبح حكوميا أكثر من اللازم.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع