بقلم فاروق جويدة
بقيت بيننا أشياء صغيرة رغم اننا افترقنا منذ سنوات بعيدة..مازالت تذكر عيد ميلادى وفى أحيان كثيرة ترسل رسالة قصيرة فيها وردة جفت أوراقها..أعرف معنى الرسالة ومعنى الوردة التى جفت أوراقها..لا شئ بيننا غير الذكرى انها فقط تذكر يوم ميلادى وتريد ان تخبرنى انه ليس يوما عاديا مثل كل الأيام..لقد افترقنا ولكن مازال لبعض الأيام طعم خاص فى حياتنا..كثيرا ما جاءنى صوتها من بعيد وهى تسأل عن اخبارى والغريب انها مازالت تشعر بما يجرى حولى أكثر من مرة خاطبتنى وانا أعانى من أزمة صحية وكأنها تشعر بنبضات قلبى إذا تعثرت.. إنها تشاركنى أحيانا افراحى الصغيرة..ان البعض يتصور ان الفراق هو نهاية المحبين حين يمضى كل فى طريق..ولكن هناك أشياء كثيرة تجمع المحبين رغم المسافات..هناك ذكرى تعبر..وطيف يزور ومشاعر تتدفق فى صحراء أيامنا اعرف ان ملامحها تغيرت وان الوجه الجميل تحيط به الآن دوائر وخطوط..وان بريق العيون قد خبا وإنها لم تعد كما كانت مثلى تماما..إن السنين تغير الملامح ولكنها لا تغير المشاعر وان خيوط الزمن تترك شواهد على العيون والملامح ولكن الإحساس اكبر من الزمن..سنوات طويلة عبرت ولو قدرت الأيام لقاءنا مرة أخرى لعرفت ملامحها من آلاف الوجوه..إن أجمل ما فى الحب انه يرسم شواهده وعلاماته على وجوه المحبين ويرحل الزمن وتبقى الملامح..أحيانا اشعر انها تخاطبنى من بعيد واننى مازلت اسمع صوتها وهو ينادينى من وراء الأفق وكأنها طائر ليلى يخترق صمت ايامى الموحشة ويغنى وانا اطرب بالغناء..فى أحيان كثيرة يشدنى الحنين إلى اغنية سمعناها معا ويخيل إلى انها تسمعها معي..اشعر بسعادة غريبة كلما أحسست انها مازالت تذكرنى ان أجمل الأشياء بعد الفراق ان تبقى بيننا أشياء صغيرة..وردة ذبلت ووضعناها بين أوراق كتاب..لحظة شوق فى ذكرى ميلاد..صورة تبدو من بعيد للقاء عابر وقلوب أحبت..لا تنسى ان تكتب فى ورقة صغيرة أسماء أشخاص أحببتهم يوما ولا تبخل على احد منهم بكلمة واحدة كل سنة وأنت طيب فى نهاية عام او بداية ربيع أو عيد ميلاد أو قصة حب فرقتها الأيام وسكنت الجوانح.