بقلم : فاروق جويدة
لا ينبغى أن يقال مسئول من منصبه دون توضيح أسباب الإقالة أمام المواطنين، خاصة إذا كان منصبا رفيعا أو هناك شبهات تحيط بالإقالة..لقد اعتدنا منذ زمن بعيد أن يختفى المسئول فجأة ويسدل عليه الستار وكأن شيئا لم يكن. وفى تقديرى أن مثل هذه الظواهر الغريبة يجب أن تنتهى وأن يكون لدينا قدر من الشفافية يمنع هذه الصور القاتمة..وفى زمان مضى كان المسئول تتم إقالته دون أن يعرف أحد..وكم من الوزراء وكبار المسئولين الذين تركوا مناصبهم فى ظروف غامضة..لا يعقل أن تدور الشبهات حول مسئول كبير ثم تتم إقالته بينما هناك ملفات كثيرة تحيط بتصرفاته. وللأسف لقد حدث ذلك مع أسماء كبيرة ومن الظلم أن يخرج الإنسان من منصبه بدون أسباب موضوعية ثم نترك الساحة للاجتهادات، والقصص، والحكايات..مازلت اذكر واحدة من هذه القصص، فى زمان مضى كان لدينا رجل فاضل هو الوزير احمد نجيب هاشم وكان وزيرا للتربية والتعليم وكان مثقفا من طراز رفيع ويتمتع بأخلاق شهد لها الجميع وذات يوم كان فى طريقه من بيته إلى الوزارة وحين استقل السيارة سأله السائق إلى أين يا سعادة الباشا وتعجب الوزير من السؤال على أساس أن السائق يعرف انه فى طريقه للوزارة وتشجع السائق وقال ألم تقرأ الصحف يا معالى الوزير وأعطاه الصحيفة وفى سطور قليلة من الصفحة الأولى إعفاء وزير التربية والتعليم من منصبه. ويومها طلب الوزير من سائقه أن يعود به إلى بيته..لقد سمعت هذه القصة من احمد نجيب هاشم وكان من أجمل الناس أخلاقا وفكرا وسلوكا..إن توضيح حقيقة الأشياء أوسع أبواب الشفافية خاصة إذا كانت هناك أزمات أو مواقف تتطلب إعفاء مسئول من منصبه من حق الشعب أن يعرف ومن حقه أيضا أن يحاسب وفى تقديرى أن هناك أشياء كثيرة لا يجوز فيها الاعتذار، لأن الإنسان يعتذر فيما يخصه أما ما يخص الآخرين فلا مجال للاعتذار فيه.. كثير من الأسماء التى انسحبت من الأضواء تركت مجالا واسعا للأقاويل وربما كان المسئول بريئا وتلحق به التهم ومن حقه على المجتمع أن يعرف الحقيقة أو أن يتلقى العقاب..
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع