بقلم فاروق جويدة
متى تعود مصر للمصريين? سؤال تطرحه د.كاميليا شكرى فى مجموعة مقالات جمعتها فى كتاب بنفس العنوان حاولت ان تطرح فيه اخطر واهم القضايا التى يعانى منها المصريون وطنا وشعبا ودوراً وحكاما..ان السنوات الماضية التى حركت مياها كثيرة راكدة فى سنوات طالت من الفساد والنهب والعدوان على المال العام كان ولا بد ان تنتهى بثورة يناير التى شغلت العالم فترة طويلة وكانت نقطة تحول أساسية فيما يجرى فى المنطقة كلها..ان د.كاميليا شكرى تطوف بنا فى رحلة استكشافية حول الأسباب التى أدت إلى الثورة وهى شواهد عشناها وعانينا منها وكتبنا عنها الكثير أمام مجتمع أصابته الشيخوخة حيث لا تغيير ولا أحلام ولا قدرة على الخيال..كانت قضايانا الرئيسية فى زمان مضى ان نحارب الفقر والجهل والأمراض وللأسف الشديد أمام إهمال الثقافة والتعليم وتراجع العقل المصرى دخلت فى قاموس حياتنا قضية الإرهاب وهو ليس قاصرا على الإرهاب البدنى فى العقل والعنف ولكن الجانب الأخطر فى قضية الإرهاب هو الفكر المتطرف الذى شوه صورة الدين وغير الكثير من ثوابته ودخل بالإنسان إلى مناطق مشوهة فى السلوك والأخلاق..لا تنسى د.كامليا ان تتناول علاقات مصر الخارجية والتى عادت إلى مسارها الصحيح بعد فترات طالت من الإهمال خاصة مع دول إفريقيا وما يحدث حولنا فى العالم فى شرق آسيا والنهضة الاقتصادية التى شهدتها هذه الدول وغيرت الكثير من الحسابات الدولية..ان د.كامليا شكرى وهى من رموز حزب الوفد العتيقة التى شربت معنى الوطنية المصرية طوال تاريخها انتقلت بنا عبر عصور مختلفة من تاريخ مصر ما بين الفراعنة والتتار والغزو الأجنبى وكيف حافظ المصريون فى كل العصور على هويتهم وتراثهم الإنسانى وفى جرعة كبيرة من الأمل ان مصر فى طريقها للخروج من أزمتها التاريخية فى كل مجالات الحياة وان على الشعب المصرى ان يدرك انه يعيش لحظة تاريخية فارقة لكى ينطلق منها نحو مستقبل أفضل وهنا لا بد ان يواجه المصريون حاضرهم بكل جسارة لإعادة البناء وهذا يتطلب مواجهة حقيقية مع قضايا الفساد والتعليم والإهمال والسلبية وكلها أمراض ثار الشعب عليها .