بقلم فاروق جويدة
بقيت أيام ويبدأ الرئيس اوباما رحلة الخريف والرحيل عن البيت الأبيض.. لاشك ان وصول اوباما الى البيت الأبيض كان حدثا كبيرا على المستوى المحلى والدولى .. إنه الشاب الأسود الإفريقى القادم من أصول كينية ليقفز مرة واحدة على رأس سلطة القرار فى اكبر دولة فى العالم .. وبجانب هذا فقد كان شابا لم يكتسب من تجارب الحياة غير القليل .. ان المهم الآن أن اوباما دخل تاريخ العالم وأصبح رمزا فى سجلات حكام أمريكا، ولكن السؤال ماذا سيبقى من تاريخ اوباما .. لقد أخفق فى معارك كثيرة، لقد وعد بأن يخرج بأمريكا من المستنقع العراقي، ولم يخرج .. ووعد بإغلاق سجن جوانتانامو، وبقيت ذكريات السجن المؤلمة تطارد دولة حقوق الإنسان، ووعد بإجهاض المشروع النووى الإيراني، وخرجت إيران أكثر قوة فى ظل اتفاق دولى منحها الكثير من المكاسب وأسقط عنها الكثير من العقوبات .. وخرج من الشرق الأوسط غير مأسوف عليه فلم يتحقق اى شىء فى فترة حكمة بالنسبة للشعب الفلسطينى وكان قد قدم وعودا كثيرة فى خطابه الشهير فى جامعة القاهرة، واشترك فى تدمير سوريا وليبيا وإشعال الحروب الأهلية وتمزيق العالم الإسلامى ما بين السنة والشيعة، وقدم دعما غير مسبوق للكيان الصهيونى فى ارض فلسطين متناسيا كل الوعود حول إقامة الدولة الفلسطينية، لم يحقق الرئيس اوباما وعدا واحدا أمام قضايا دولية كثيرة بل إن فى عهده عادت روسيا مرة اخرى الى المياه الدافئة واقتحمت سوريا وأقامت عليها قواعد عسكرية، وبدأت فى فرض حسابات جديدة فى المعادلة السياسية مع الغرب، بل ان صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية يغير الكثير من الحسابات وسوف يترك الرئيس اوباما البيت الأبيض دون ان يسجل التاريخ شيئا يحسب له، فقد خسرت أمريكا فى عهده مناطق نفوذ كثيرة ولعل خسارتها فى الشرق الأوسط والعالم العربى هى الخسارة الأكبر، وسوف يحتاج البيت الأبيض إلى جهود كثيرة ليعيد جسوره مع العالم بعد رحيل الرئيس المحظوظ اوباما وان كان قد تعثر كثيرا فى مشواره مع السلطة والقرار.